
الأيام البيض من كل شهر هي الأيام القمرية التي تشهد إكتمال القمر، ويُحبذ فيها الصيام في كل شهر وبخاصة في شهر رجب الذي يزيد فضل الأعمال الصالحة فيها إلى أضعاف كثيرة فضلًا عن كونه أحد الأشهر الحرم الذي قال اللَّه تعالىٰ في كتابه الكريم “إنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ ۚ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ” (36 التوبة) وصيام ثلاثة أيام من كل شهر يعادل صيام الدهر كله واللَّه يُضاعف لمن يشاء.
فضل صيام الأيام البيض
ورد عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم “من صام يومًا في سبيل اللَّه باعد اللَّهُ وجهه عن النار سبعين خريفًا”، والجدير بالذكر أن هذه الأيام نافلة عظيمة ولكن ليس فريضة فالجائز أن يترك صيام الأيام البيض إلا لمن لا يريد أن يضيع هذه الفرصة العظيمة والأجر المضاعف فصيام ثلاثة أيام جزاؤه الحسنة عشر أمثال واللّه يضاعف لمن يشاء فيكون أجره صيام الدهر كله فعل ذلك يجوز أن نصوم الأيام متفرقة في الشهر وإن كان فضل صيام الأيام البيض أثوب وأعظم عند اللَّه وقد جاء عن أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها: أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم من كل شهر ثلاثة أيام ؟ قالت: نعم، فقيل: من أي الشهر كان يصوم؟ قالت: لم يكن يبالي من أي الشهر يصوم. رواه مسلم، لكن الأمر هنا يقتضي الإنتفاع بأجر الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من الشهر لأنها الأيام البيض.
فضل الدعاء في الأيام البيض
لا يقتضي يومًا بعينه لكي يكون بين العبد وربه ليستجيب له سؤاله وإنما يستلزم أن تكون نية المرء حاضرة فلا أجر لمن لا حسبة، وإن كان المؤمن الحصيف من يراعى أن يكون العبد حريصًا على فضائل الأيام والأوقات والأماكن ليتقرب إلى اللَّه بعباداته وإقامة شعائره في أشهره الحرم وأيامه البيض وقد قال تعالىٰ في كتابه الكريم “ذَٰلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ” (32 الحج)
فيجوز للمسلم أن يتقرب للَّه في هذه الأيام بالصيام والقيام والدعاء وإنفاق الصدقات وإن كانت له حاجة أو لديه مكربة فليسأل اللَّه في هذه الأيام وليسعى بذلك في أسباب الإجابة من ترك الذنوب وإقامة الفرائض وإتقاء الشبهات.