
أصبح الذكاء الاصطناعي جزءًا لا يتجزأ من نظام التعليم في كوريا الجنوبية. حيث أظهرت تقارير حديثة أن حوالي 30% من المدارس بدأت في استخدام كتب مدرسية رقمية تعتمد على هذه التقنية المتطورة. ومن المتوقع أن تُحدث هذه الخطوة تغييرات جذرية في أساليب تعلم الطلاب، مما يسهم في تعزيز الفصول الدراسية بالأدوات الرقمية الحديثة.
تم عرض هذا الإنجاز خلال قمة وزراء التعليم التي أقيمت ضمن منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ. وقد استغلت كوريا الجنوبية هذه المنصة لتسليط الضوء على الخطوات التي اتخذتها نحو التحول الرقمي، خاصة فيما يتعلق بكتب اللغة الإنجليزية والرياضيات. جاء هذا التوجه كجزء من سياسة تعليم جديدة تهدف إلى تحسين آليات التعلم.
في مدرسة أنديوك الابتدائية، التي تعتبر نموذجًا يحتذى به في مجال التعليم الرقمي، كان الطلاب يستخدمون الأجهزة اللوحية أثناء الدروس. وفي حصة الرياضيات، تم عرض حلول المسائل مباشرةً على لوحة رقمية، مما جعل الدرس أكثر تفاعلية وجاذبية. كانت هذه التجربة ملهمة للعديد من المشاركين، بما في ذلك مسؤولين دوليين.
على الرغم من التقدم الملحوظ الذي حققته البلاد، إلا أنها تواجه تحديات تتعلق بالفجوات في الوصول إلى التكنولوجيا وضرورة رفع كفاءة المعلمين. وفي هذا السياق، دعا ريد هوفمان، المؤسس المشارك لـ LinkedIn، الجامعات إلى ضرورة التكيف مع هذه التغييرات وعدم مقاومة الذكاء الاصطناعي. فقد أشار في أحد حلقات البودكاست الخاصة به إلى أن أساليب التقييم التقليدية لم تعد كافية ويجب إعادة النظر فيها.
اقترح هوفمان دمج الذكاء الاصطناعي ضمن عملية التقييم عبر امتحانات مشتركة أو اختبارات شفهية؛ مما يساعد على قياس الفهم بشكل أعمق وأكثر دقة. وأكد أن تجنب استخدام هذه التقنية لن يُحسن الأوضاع بل سيؤخر التقدم بشكل كبير. وحذر من أن الجامعات التي لا تتبنى هذا التغيير قد تجد نفسها متخلفة عن الركب.