
في تجربة فريدة من نوعها، قام علماء الفضاء بتحويل النشاط الغامض المحيط بالثقوب السوداء إلى تناغم موسيقي يأسر الأذهان. باستخدام بيانات مستمدة من مجموعة من التلسكوبات الفضائية، بما في ذلك مرصد تشاندرا للأشعة السينية وتلسكوب جيمس ويب، تمكن فريق البحث من دمج المعلومات البصرية مع الأصوات. هذه العملية توفر تجربة سمعية استثنائية تكشف لنا أسرار الكون.
تجربة فنية غير مسبوقة
الأصوات التي أنتجتها هذه العملية تتميز بالتنوع، حيث تعكس كل قطعة موسيقية ملامح وثقافات مختلفة تبعًا لمراحل تطور الثقوب السوداء. أول لحن ينقل لنا صوت الحياة الكونية بالقرب من ثقب أسود ناشئ عن نجم ضخم يُعرف باسم WR 124. يوضح هذا الصوت كيف يتساقط الغلاف الخارجي للنجم، مما يؤدي إلى تكون سديم يدور حوله.
النجوم والمجرات في نوتة موسيقية
يقع WR 124 على بُعد 28000 سنة ضوئية وهو جزء من مجرة دورها في المآسي الكونية. يُظهر الصوت الأول كيف يتحول النجم إلى ثقب أسود عبر انفجار هائل يُعرف بالمستعر الأعظم. يتميز هذا الصوت بنغمات توحي بالحركة المستمرة وهدير النجم الذي يقترب من نهايته.
عزف النجوم الثنائية
التصوير الصوتي الثاني يركز على نظام نجمي ثنائي يُسمى SS 433، حيث يدور نجم شبيه بالشمس حول رفيق أثقل. يتم ترجمة انبعاثات الأشعة السينية إلى نغمات موسيقية تُسمع فيها أصوات تشبه قطرات الماء، مما يمنح انطباعات دالة عن العمق الكوني والصوت التاريخي لمجراتنا.
السيمفونية الكونية
مع تقدم الحركة الأخيرة، يتجه الصوت نحو مجرة قنطورس أ، وهي مجرة تبعد حوالي 12 مليون سنة ضوئية. تسلط هذه الحركة الضوء على الثقب الأسود الهائل في مركزها الذي يُطلق موجات قوية تعبر عبر الفضاء، مما يعزز جمال اللحن وينقل أحاسيس جديدة للمستمعين. تتجسد أجزاء أخرى من المجرة في لحظات موسيقية رائعة.
بهذه الطريقة، يمثل هذا المشروع تلاقي الفن والعلم بشكل جديد ويتيح لنا اكتشاف الكون بطريقة غير تقليدية من خلال الأناشيد السماوية المليئة بالأسرار.
تعليقات