
في خطوة غير متوقعة ومثيرة، حقق وليد الركراكي، المدير الفني للمنتخب المغربي، إنجازًا بارزًا بضم موهبة صاعدة من نادي إنتر ميلان الإيطالي، وهو أيمن الزوين، متفوقًا بذلك على طموحات المنتخب الإيطالي في استقطاب اللاعب.
هذا الإنجاز يعكس رؤية الركراكي الطموحة لتعزيز صفوف أسود الأطلس بمواهب شابة قادرة على قيادة المنتخب نحو تحقيق إنجازات عالمية.
في هذا المقال، نستعرض تفاصيل هذا الانتقال وتأثيره على المنتخب المغربي، بالإضافة إلى كيفية تأثير تدريبات الفريق الأول على مشاركة اللاعب في نهائيات كأس أمم إفريقيا للشباب تحت 20 عامًا (كان الشباب) المقامة في مصر.
من هو اللاعب الموهوب؟
يعتبر اللاعب أيمن الزوين الذي خطفه الركراكي من أبرز المواهب الشابة لأكاديمية إنتر ميلان، وهي واحدة من أعرق الأندية الأوروبية.
يحمل أيمن الزوين الجنسية المغربية والإيطالية، مما جعله محط أنظار المنتخبين، حيث يتميز بمهارات فنية عالية وقدرات بدنية مميزة، وقد سبق له تمثيل منتخب إيطاليا في فئاته السنية. لكن تدخل الركراكي وجهود الاتحاد المغربي لكرة القدم قلبت الموازين لصالح المغرب.
الركراكي المعروف بقدرته على اكتشاف المواهب ودمجها ضمن منظومته التكتيكية أجرى محادثات مباشرة مع اللاعب وعائلته مؤكدًا التزامه بمنحه فرصة للتألق مع المنتخب المغربي. هذه الخطوة تتماشى مع استراتيجيته لتكوين جيل جديد يجمع بين الخبرة الأوروبية والروح القتالية المغربية.
- تدريبات الفريق الأول: تحديات وأولويات
خلال موسم 2024-2025 كثّف الركراكي من تدريبات المنتخب المغربي الأول استعدادًا لتحديات كبيرة مثل تصفيات كأس العالم 2026 ومواجهات ودية مرموقة.
ومع اقتراب موعد مباراة برشلونة في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا (المعروف بـ”الكأس ذات الأذنين”) تم إدراج اللاعب الشاب في تدريبات الفريق الأول لنادي إنتر ميلان ووضعه في القائمة النهائية التي ستخوض مواجهة بولونيا بالدوري الإيطالي.
رغم أهمية هذا القرار لتطوير اللاعب إلا أنه تسبب في تعارض مع التزاماته مع منتخب المغرب للشباب تحت 20 عامًا حيث كان مقررًا أن يشارك مع المنتخب في نهائيات كأس أمم إفريقيا للشباب التي تقام أطوارها في مصر تحت قيادة المدرب محمد وهبي.
فضل الركراكي إبقاء اللاعب ضمن معسكر الأسود لضمان جاهزيته للمباريات القادمة وهذا القرار أثار نقاشات بين الجماهير حول أهمية إتاحة الفرصة للشباب في البطولات القارية لكنه يعكس رؤية طويلة الأمد لإعداد اللاعب لتحديات أكبر.
- تأثير القرار على منتخب الشباب
منتخب المغرب تحت 20 عامًا بقيادة محمد وهبي يخوض منافسات كان الشباب في مصر بهدف التأهل إلى كأس العالم للشباب. غياب هذه الموهبة عن المنتخب قد يؤثر سلباً على أداء الفريق خاصةً أمام فرق قوية مثل نيجيريا أو سيراليون كما وردت تقارير حديثة. ومع ذلك يبقى المنتخب المغربي مدعومًا بمجموعة من اللاعبين الواعدين مثل شادي رياض وأيوب عمراوي الذين أشاد بهم الركراكي سابقًا.
- استراتيجية الركراكي: بناء جيل ذهبي
منذ توليه تدريب المنتخب المغربي في أغسطس 2022 حقق وليد الركراكي إنجازات غير مسبوقة أبرزها قيادته للمغرب إلى المركز الرابع في كأس العالم 2022 بقطر ليصبح أول مدرب عربي يصل إلى هذا الدور. ترتكز استراتيجيته على:
- اكتشاف المواهب المغتربة: نجح الركراكي في استقطاب لاعبين مثل إبراهيم دياز (ريال مدريد) بعد مفاوضات طويلة ويواصل جهوده لضم مواهب أخرى.
- الدمج التدريجي: إشراك اللاعبين الشباب في تدريبات الفريق الأول لتأهيلهم للمستوى الدولي.
- الروح القتالية: غرس ثقافة “المستحيل ليس مغربيًا” كما صرح عقب الفوز على البرتغال بمونديال 2022.
إن ضم موهبة إنتر ميلان يعزز هذه الرؤية حيث يسعى الركراكي لبناء فريق قادر على المنافسة على الألقاب العالمية مثل كأس العالم 2026.
- ردود الفعل والتوقعات
: الإعلام المغربي رحب بقرار الركراكي معتبرين إياه ضربة معلم حيث ضم موهبة من نادٍ بحجم إنتر ميلان مما يعزز مكانة المغرب كوجهة جذابة للاعبين المغتربين.
: بينما تعد خسارة اللاعب ضربة للمنتخب الإيطالي خاصةً وسط سعيه لتجديد دماء فرقه الشابة بعد فشل التأهل لكأس العالم 2022.
: يتوقع أن يشارك اللاعب قريباً في مباريات ودية أو تصفيات قادمة مع المنتخب الأول مما يمنحه فرصة لإثبات جدارته.
- تحديات المستقبل
: يواجه الركراكي تحديات كبيرة تتمثل بموازنة طموحات الفريق الأول مع دعم منتخبات الفئات السنية وإصابات اللاعبين البارزين كما ذكر ذلك فبراير 2025 مما قد يعيق خططه قبل تصفيات كأس العالم. كما أن الضغط المتزايد على اللاعبين الشباب لتقديم أداء مميز بالأندية الأوروبية يتطلب إدارة دقيقة لتجنب الإرهاق.
- نصائح لتحسين أداء اللاعب الشاب
: ينبغي العمل التكتيكي بالتعاون مع الركراكي لفهم دوره ضمن منظومة المنتخب سواءً كان ذلك بخط الوسط أو الهجوم.
: تعزيز القدرة البدنية لتحمل ضغط المباريات المتكررة خاصةً خلال البطولات الكبرى أمرٌ ضروري للغاية .
: الاستمرار بالتألق ضمن صفوف إنتر ميلان لضمان مكان ثابت بالمنتخب يعد خطوة مهمة جدًا لتحقيق النجاح .
إن نجاح وليد الركراكي في ضم موهبة إنتر ميلان من منتخب إيطاليا يؤكد براعته الكبيرة بإدارة المواهب وبناء فريق قوي ورغم التحديات التي واجهها اللاعب بسبب تدريبات الفريق الأول وغيابه عن كان الشباب فإن هذه الخطوة تمثل استثماراً طويل الأمد لمستقبل الكرة المغربية ومع اقتراب مباريات حاسمة مثل تصفيات كأس العالم 2026 يبقى السؤال مطروحاً: هل سيكون هذا اللاعب الشاب النجم القادم لأسود الأطلس؟
تعليقات