شهدت سوق المال المصرية في الأيام الأخيرة نشاطًا ملحوظًا بين المستثمرين، وذلك بفضل الإعلان عن توزيعات أرباح نقدية ضخمة من شركات البورصة. هذا الأمر أثار جدلاً واسعًا بين المتعاملين، مما دفع الكثيرين للبحث عن فرص استثمارية واعدة. كان المشهد واضحًا للجميع الذين يتابعون البورصة، حيث بلغ حجم الأرباح النقدية الموزعة على المساهمين حوالي 8.6 مليار جنيه في أول أربعة أيام من شهر مايو الحالي. هذه الأرقام الكبيرة تعكس الانتعاش الملحوظ الذي تمر به البورصة المصرية، رغم الأزمات الاقتصادية والتقلبات التي تهدد الأسواق في مناطق مختلفة من العالم.
ارتفاع قياسي في توزيعات الأرباح
خلال مئة وأربعة وعشرين يومًا في سنة 2025، وزعت شركات البورصة أرباحًا بقيمة إجمالية وصلت إلى واحد وأربعين مليار ومئتي مليون جنيه، موزعة بشكل تصاعدي على شهور السنة. على سبيل المثال، تم توزيع حوالي مليار وتسعمائة مليون جنيه في يناير، بينما بلغت التوزيعات في فبراير خمسة عشر مليون جنيه وفي مارس قرابة ستة مليارات جنيه. وقد شهدت الأرقام انفجارًا حقيقيًا خلال أبريل ومايو.
شركات وأسماء لامعة وسط الموزعين
في الفترة الأخيرة، قامت شركات كبيرة مثل مصر لإنتاج الأسمدة-موبكو والصناعات الهندسية المعمارية-إيكون والمصرية للأقمار الصناعية (نايل سات) والملتقى العربي للاستثمارات بتوزيع كوبونات نقدية وصلت قيمتها إلى 3.5 جنيه و1.25 جنيه و0.55 دولار و0.14 جنيه على الترتيب.
ليس ذلك فحسب، بل إن شركات معروفة أخرى مثل العربية للأسمنت وأوراسكوم كونستراكشون والقاهرة للخدمات التعليمية بالإضافة إلى عدد من البنوك البارزة مثل بنك فيصل الإسلامي المصري وبنك قطر الوطني قامت بتنفيذ عمليات صرف ضخمة للأرباح خلال فترة زمنية قصيرة.
تاريخ من التوزيعات المتزايدة
تشير الأرقام الرسمية إلى أن توزيع الأرباح في البورصة المصرية يشهد تصاعدًا مستمرًا؛ حيث بلغت قيمة التوزيعات في عام 2024 حوالي 68.8 مليار جنيه مقارنة بـ51.2 مليار في عام 2023. وهذا يعد دليلًا واضحًا على أن السوق المصري يعيش حالة استثنائية من النمو وجذب الاستثمارات.
وتشير التوقعات إلى استمرار الزخم بعد عمليات التوزيع، خاصة مع الحراك المستمر من الأفراد والمؤسسات المالية والصناديق التي تستهدف الاستفادة القصوى من النمو الحاصل في البورصة والتي توفر للشركات مصدر تمويل ضخم يدعم خططها التوسعية والنمو المستدام في السوق المصري.
في النهاية، تعتبر التوزيعات النقدية ليست مجرد أرقام على الورق؛ بل هي أيضًا عامل جذب وتطمين كبير لأي مستثمر يبحث عن مكان آمن لاستثمار أمواله خاصةً عندما يرى الكثيرون أن البورصة أصبحت ملاذاً استثمارياً آمناً رغم التحديات الراهنة.
تعليقات