
شهدت القاهرة خلال اليومين الماضيين حدثًا بارزًا، حيث شاركت جامعة مصر للمعلوماتية في المؤتمر العاشر لمنظمة المرأة العربية. هذا المؤتمر الذي عُقد في الخامس والسادس من مايو تحت شعار “التواصل والتمكين وحماية النساء والبنات من العنف السيبراني والعنف الناتج عن التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي”، كان بمثابة منصة مهمة جمعت عددًا كبيرًا من الخبراء والمختصين بقضايا المرأة في العالم العربي. الهدف الرئيسي كان مناقشة التحديات الجديدة التي تواجهها السيدات والفتيات في عصر التحول الرقمي، خاصة مع انتشار الظواهر السلبية مثل التنمر الإلكتروني والانتهاكات التي تحدث عبر الإنترنت والشبكات الاجتماعية.
دور الجامعة في مواجهة التحديات الرقمية
أكد الدكتور أحمد حمد، القائم بأعمال رئيس الجامعة، على حماس الجامعة الكبير للمشاركة في الفعاليات التي تركز على الجوانب المجتمعية الخطيرة الناتجة عن الانتشار الواسع للتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي. وأوضح قائلاً: “نحن ندرك حجم التحديات التي تواجه الأسر في مصر والوطن العربي نتيجة سوء استخدام التكنولوجيا. لدينا تخصصات متعددة يمكن أن تقدم حلولاً تكنولوجية جديدة تساعد في مواجهة هذه المشاكل.” كما أضاف الدكتور أحمد أن الجامعة تستفيد من شبكة علاقاتها الواسعة مع الجامعات ومراكز البحث العالمية والشركات الدولية لنقل الأفكار الناجحة والخبرات المثبتة الفعالية لمكافحة العنف الإلكتروني والتنمر عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
تأهيل الطلاب للمساهمة المجتمعية
وأشار الدكتور أحمد إلى أن الجامعة تشجع مشاركة الطلاب ليس فقط في المؤتمرات العلمية، بل أيضًا في الورش والفعاليات التي تناقش قضايا اجتماعية عميقة مثل حماية المرأة من العنف السيبراني. وذلك بهدف تمكين الطلاب من اكتساب خبرات حياتية حقيقية وتحويل القضايا المجتمعية المطروحة في المؤتمرات إلى جزء من مشروعات تخرجهم، ليكون لهم دور فعّال في حل مشاكل مجتمعهم.
مشاركة طلابية مميزة
كما أشار الدكتور أحمد إلى أن الجامعة قامت بترشيح الطالبتين ليلي خالد محمد وياسمين محمد محمود، وهما طالبتان من الفرقة الثالثة بكلية علوم الحاسب والمعلومات، للمشاركة في المؤتمر. وقد شاركت الفتاتان في العديد من الجلسات المهمة، منها جلسة تناولت آليات الحماية من العنف السيبراني وجلسة ناقشت دور الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني في حماية البنات والسيدات. بالإضافة إلى ذلك، حضروا مائدة مستديرة كبيرة ناقشت مسؤولية الشركات والمنصات الدولية تجاه حماية النساء من العنف الرقمي والتنمر الذي قد يتعرضن له على وسائل التواصل الاجتماعي.
من خلال هذه المبادرات، تؤكد الجامعة أنها تسعى لتوسيع دورها بما يتجاوز التعليم الأكاديمي فحسب؛ فهي تعمل باستمرار لبناء مجتمع واعٍ وقادر على حماية نفسه من مخاطر العصر الرقمي.
تعليقات