رأست المملكة العربية السعودية، ممثلةً بهيئة الرقابة ومكافحة الفساد، الاجتماع العام السادس لسلطات إنفاذ القانون المعنية بمكافحة الفساد (GlobE Network) الذي عُقد في جمهورية أذربيجان خلال الفترة من 22 إلى 24 ذي القعدة 1446هـ. وقد ترأس الوفد معالي الأستاذ مازن بن إبراهيم الكهموس، رئيس هيئة الرقابة ومكافحة الفساد.
كلمة رئيس الهيئة
في الجلسة الافتتاحية للاجتماع العام السادس لشبكة العمليات العالمية لسلطات إنفاذ القانون المعنية بمكافحة الفساد (GlobE)، ألقى معالي رئيس الهيئة كلمة المملكة، حيث عبّر عن شكره لجمهورية أذربيجان لاستضافتها هذا الاجتماع، كما أعرب عن تقديره لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، ممثلاً بأمانة شبكة (GlobE)، على جهودهم المبذولة في دعم أعمال الشبكة وتنظيم هذا الاجتماع.
كما شكر معاليه أعضاء الشبكة على مساهماتهم المميزة، واعتبر أن إسهاماتهم المستمرة تعزز من مكانة الشبكة وفعاليتها، مما يعد عاملاً حيوياً لنجاح الالتزام بمكافحة الفساد.
تعزيز التعاون لمكافحة جرائم الفساد
وفي كلمته، أكد معاليه على أهمية تعزيز قنوات التعاون الثنائي ومتعدد الأطراف، بما في ذلك إنشاء آليات مشتركة وتبادل الخبرات، لضمان ملاحقة الفاسدين وتعقب الأموال المتحصلة من جرائم الفساد واستردادها. وأشار إلى أن هذا التعاون يسهم في تعزيز العدالة، ويعزز التعاون الوثيق على المستويين الوطني والدولي لمكافحة جرائم الفساد العابرة للحدود بشكل فعال.
كما أضاف معاليه أن هذا التوجه يعكس الدور المحوري للمملكة في دعم الجهود الدولية لمكافحة الفساد، وحرصها على العمل المشترك في هذا المجال. وذكر أن هيئة الرقابة ومكافحة الفساد استفادت بشكل فعال من تعاونها مع شبكة (GlobE) لتبادل المعلومات، مما أسهم في سرعة وكفاءة معالجة العديد من القضايا.
وفي ختام كلمته، دعا معاليه جميع الدول الأعضاء في الشبكة إلى تعزيز التعاون الدولي في مكافحة الفساد، مؤكدًا أن مواجهة تحديات جرائم الفساد العابرة للحدود تتطلب تضافر الجهود بين أجهزة إنفاذ القانون المعنية.
تعزيز القدرة على التصدي لتحديات الفساد
من جانبه، ألقى سعادة رئيس اللجنة التوجيهية لشبكة (GlobE) وكيل هيئة الرقابة ومكافحة الفساد، الدكتور ناصر بن أحمد أبا الخيل، كلمة أكد فيها أن الشبكة أصبحت جسرًا مهمًا يربط 235 جهاز مكافحة فساد ومنظمة دولية في أكثر من 126 دولة. وأشار إلى أن هذا الاجتماع يحمل أجندة طموحة تهدف إلى تعزيز قدرة الحكومات على مواجهة التحديات المستجدة في مجال مكافحة الفساد، وتحسين آليات استرداد الأصول المنهوبة وتعقب الأموال غير المشروعة بفعالية أكبر.
كما يوفر الاجتماع فرصة لجهات إنفاذ القانون المعنية بمكافحة الفساد حول العالم لتبادل المعلومات والخبرات، واستعراض التجارب ذات الصلة في إطار اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد.
شبكة “GlobE”
تجدر الإشارة إلى أن شبكة العمليات العالمية لسلطات إنفاذ القانون المعنية بمكافحة الفساد (GlobE) هي مبادرة أطلقتها المملكة خلال الاجتماع الوزاري في قمة مجموعة العشرين (G20) التي استضافتها المملكة عام 2020م، وقد اعتمدتها الأمم المتحدة رسميًا في 17 ديسمبر 2021م. وقد نالت المبادرة إشادة الأمين العام للأمم المتحدة، السيد أنطونيو غوتيريس، لدور المملكة في تأسيسها، وذلك خلال كلمته في افتتاح أعمال الدورة الاستثنائية الأولى للجمعية العامة للأمم المتحدة لمكافحة الفساد في عام 2021م.
وانضم إلى الشبكة خلال السنوات الثلاث الماضية 235 جهاز مكافحة فساد ومنظمة دولية من أكثر من 126 دولة، مما يعكس النجاح المتحقق من هذه المبادرة.
رئاسة المملكة لشبكة مكافحة الفساد
في فبراير 2025م، ستتولى المملكة رئاسة شبكة العمليات العالمية لسلطات إنفاذ القانون المعنية بمكافحة الفساد (GlobE) للفترة من 2025م إلى 2027م، بعد فوز ممثل المملكة، سعادة وكيل هيئة الرقابة ومكافحة الفساد للتعاون الدولي، الدكتور ناصر بن أحمد أبا الخيل بالإجماع في انتخابات رئاسة هذه الشبكة خلال الاجتماع رفيع المستوى الذي عُقد في سبتمبر 2024م في العاصمة الصينية بكين.
ويعكس فوز المملكة في انتخابات رئاسة الشبكة توجيهات القيادة الرشيدة في أن تكون المملكة نموذجًا رائدًا في مختلف المجالات، بما في ذلك مكافحة الفساد، كما يعكس ثقة المجتمع الدولي بجهود المملكة، ممثلةً بهيئة الرقابة ومكافحة الفساد، في التصدي لجرائم الفساد العابرة للحدود وتعزيز الاستفادة من الشبكة للحد من الملاذات الآمنة للفاسدين وأموالهم.