
خطط تعزيز قطاع تربية النحل
أعلنت وزارة البيئة والمياه والزراعة عن خططها الطموحة لتعزيز قطاع تربية النحل في المملكة، والتي تشمل إنشاء سبع محطات جديدة لتربية ملكات النحل وإنتاج الطرود. ستُقام هذه المحطات في سبع مناطق متميزة، وهي جازان، عسير، المدينة المنورة، مكة المكرمة، حائل، تبوك، ونجران. ومن المتوقع أن تُستكمل هذه المحطات بحلول العام 2025، لتكون جاهزة للتشغيل في عام 2026، لتضاف إلى أربع محطات قائمة حاليًا في كل من أبها، الباحة، القصيم، والرياض.
الحفاظ على النحل المحلي
وأوضحت الوزارة أن هذه المشاريع الحيوية تهدف بشكل أساسي إلى الحفاظ على سلالة النحل المحلية وإكثارها، والمساهمة في سد العجز الحالي، حيث تصل كمية استيراد المملكة من طرود النحل إلى حوالي 1.3 مليون طرد سنويًا. كما أكدت الوزارة أن هذه المشاريع ستعمل على تحسين الصفات الوراثية للسلالة المحلية من خلال برامج انتخاب وتطوير متخصصة تُنفذ في هذه المحطات.
علاوة على ذلك، ستُعنى المشاريع بتدريب الكوادر الوطنية والمختصين على أحدث تقنيات تربية الملكات والتلقيح الاصطناعي، ونشر ثقافة تربية الملكات وفق أفضل الممارسات العالمية. بالإضافة إلى ذلك، سيتم تقديم الإرشاد ونشر التقنيات الحديثة في تربية النحل، والحد من الأمراض والآفات التي قد تدخل مع النحل المستورد. ستشكل هذه المحطات مراكز لتنفيذ الدراسات والأبحاث الهادفة إلى تحسين سلالة النحل المحلية والحفاظ عليها.
وأشارت الوزارة إلى الأهمية الاستراتيجية لهذه المشاريع المنتشرة في مختلف مناطق المملكة، والتي ستعتمد على أبحاث انتخاب وتطوير السلالات المحلية. كما تعتزم الوزارة عرض هذه المشاريع للاستثمار من خلال جمعيات النحالين التعاونية أو القطاع الخاص، مع اتخاذ إجراءات لدعم وتسويق منتجات هذه المحطات لضمان استدامتها ونجاحها.
اليوم العالمي للنحل
وتزامنًا مع الاحتفال باليوم العالمي للنحل، دعت وزارة البيئة إلى ضرورة رفع المستوى المعرفي والمهني لممارسي نشاط تربية النحل، للحفاظ على صحة النحل وحمايته من الأمراض والآفات، وتجنيب الثروة النحلية أضرار المبيدات والعوامل البيئية المؤثرة. كما بيّنت أن إدارة المناحل وإنتاج العسل في الوزارة تعمل على تطوير الأساليب التقليدية لتربية النحل من خلال التنظيم والإشراف الفعال على ممارسة المهنة، والرقابة على المناحل الخاصة والتجارية.
الطرق الحديثة ومبادرات تربية النحل
ولفتت الوزارة إلى أنها أطلقت العديد من المبادرات والمشاريع للمساهمة في نشر الطرق الحديثة لتربية النحل، مما يرفع من مستوى الكفاءة والجودة الإنتاجية، بما يحقق عوائد اقتصادية أعلى للنحالين ويضمن الحفاظ على هذا المورد الهام.
يوجد حاليًا 25,644 نحالاً ونحالة مرخصين في المملكة، ينتجون نحو 5,832 طناً من العسل سنويًا، من خلال ما يقارب مليون خلية نحل موزعة في جميع أنحاء المملكة، التي تتميز بتنوع غطائها النباتي، مما يتيح إنتاج نحو 20 نوعاً مختلفاً من العسل، من أهمها السدر، الطلح، والسمر.
وأفادت الوزارة أن الدعم المادي الذي يقدّمه برنامج التنمية الريفية الزراعية المستدامة “ريف السعودية” لقطاع تربية النحل قد أسهم بشكل كبير في ارتفاع عدد النحالين، حيث وصل إجمالي المستفيدين من الدعم إلى 14 ألف نحال، تلقوا دعمًا إجماليًا بلغ 190 مليون ريال.
كما نفذت الوزارة عدة مشاريع لخدمة النحالين وتمكينهم، حيث وفّرت ثلاثة مختبرات مجهزة بأحدث التجهيزات لفحص وتشخيص أمراض وآفات النحل في المحاجر، وثماني عيادات متنقلة في مختلف المناطق لتقديم خدمات الفحص والتشخيص. بالإضافة إلى ذلك، تم تقديم خدمات التوعية والإرشاد للنحالين مباشرة في أماكن تواجدهم في المراعي النحلية، حيث تم تزويد هذه العيادات بشاشات عرض لتسهيل البرامج التوعوية.