
19/5/2025-|آخر تحديث: 20:08 (توقيت مكة)
أدى الانقسام الحاد بين الاتحادات الرياضية في لبنان إلى ظهور لجنتين أولمبيتين، مما أثار مخاوف بشأن احتمال فرض عقوبات دولية على الرياضة في البلاد.
يرجع الخلاف إلى حوالي عامين مضت، حيث تصاعدت حدة النزاع بعد انتخابات 2021، التي شهدت اقتراح بعض الأعضاء بضم أربع اتحادات جديدة إلى الجمعية العمومية، تمثل رياضات السكيت بورد، الخماسي الحديث، ركوب الأمواج والتسلق الرياضي.
اعتبر المعارضون، بمن فيهم رئيس اللجنة بطرس جلخ، أن هذا الاقتراح يعد انقلاباً على التوازن في بلد يعتمد نظامه السياسي على المحاصصة الطائفية ومنطق التسويات. وقد أدى ذلك إلى تقارب بين جلخ ورئيس اتحاد المبارزة جهاد سلامة، الذي كان خصمه المباشر في انتخابات 2021، حيث تنافسا على قيادة لجنة يرأسها مسيحي ويتوزع أعضاؤها بين المسلمين والمسيحيين.
في مايو/أيار 2023، قامت اللجنة بطرد ثلاثة رؤساء اتحادات من التكتل الداعم لضم الاتحادات الجديدة، بينهم نائب الرئيس الأول للجنة، رئيس اتحاد كرة القدم هاشم حيدر، الذي يعد مقرباً من رئيس المجلس النيابي نبيه بري، بسبب ترؤسه جلسة عزلت جلخ وانتخبت نائب رئيس اتحاد الفروسية رئيساً.
بعد أولمبياد باريس 2024، تم التوصل إلى اتفاق مصالحة برعاية وزارة الرياضة، حيث تم منح إفادة إدارية ورفع العقوبات عن رؤساء الاتحادات.
عودة الشقاق
ومع انتهاء ولاية اللجنة في 24 فبراير/شباط الماضي، تجددت الخلافات، حيث انضم جلخ إلى الحلف الذي أوصله إلى الرئاسة قبل أربع سنوات، والذي يحظى بدعم من حركة أمل برئاسة بري. بينما تباينت آراء الفريقين حول أهلية الاتحادات للتصويت.
أطلقت وزيرة الشباب والرياضة نورا بايراقداريان، التي ألغت الشهر الماضي تراخيص اتحادات السكيت بورد والخماسي الحديث وركوب الأمواج، مبادرة توافقية من مكتب رئيس البرلمان، ولكن دون جدوى، مما دفع كل فريق إلى إجراء انتخابات مستقلة.
يعتبر معسكر سلامة، الذي يضم اتحادات كرة السلة والطائرة وألعاب القوى، أن 26 اتحاداً فقط يحق لهم التصويت، بينما سمح جلخ بمشاركة 32 اتحاداً، بما في ذلك الاتحادات الأربعة محور النزاع، بالإضافة إلى اتحادي السباحة، الذي تم إيقاف لجنته الإدارية خارجياً، والملاكمة غير المنتسبة للاتحاد الدولي (وورلد بوكسينغ)، وفقاً لسلامة.
في يوم الأربعاء، انتخب 14 اتحاداً أول لجنة برئاسة سلامة من أصل 26 اتحاداً معترفاً بها من قبله، في حين انتخب 18 اتحاداً جلخ بعد يومين من ذلك، من أصل 32 اتحاداً مؤهلاً بحسب تكتل الأخير.
يقول سلامة في حديث لوكالة الأنباء الفرنسية: “دعوة جلخ لقبول انضمام الاتحادات الأربعة مخالفة للنظام، وقد أبطلتها مركز التحكيم. اجتمع بعدها 13 اتحاداً، أي أكثر من الثلث القانوني، ودعونا إلى جمعية عمومية قانونية في 14 مايو/أيار وفق الأنظمة.”
كما أشار سلامة إلى مبادرة جمع العموميتين التي طرحتها وزيرة الرياضة، قائلاً: “كنا بصدد اتفاق لانتخاب لجنة توافقية بالتزكية مع الإبقاء على قضية الاتحادات الأربعة منوطة بالجمعية العمومية، لكن جلخ عرقل التوافق.”
وأضاف أمين سر حزب التيار الوطني الحر، الذي أسسه الرئيس الأسبق ميشال عون: “هناك لجنتان الآن، الأولى انتخبها 14 اتحاداً ولديها شرعية الأرض والاتحادات الكبيرة وتمثل 80% من الرياضة اللبنانية، والثانية تسعى لنيل موافقة الأولمبية الدولية والآسيوية. بالتالي نحن نخوض مساراً قانونياً ودولياً ومحلياً لتحصيل حقنا.”
تابع: “هذه اتحادات لن تتراجع وقد تعبت من السيطرة وسرقة أحلامها من قبل أشخاص لا يملكون رياضة، واتحاداتهم وأنديتهم غير فعالة. الاتحادات في مجموعتي هي واجهة البلد رياضياً وقد تعبت وسئمت وخُذلت أكثر من مرة.”
“ليس لديها أي شرعية دولية”
في المقابل، انتخب 18 اتحاداً جلخ في جمعية عمومية، تابعها عن بعد المدير العام للمجلس الأولمبي الآسيوي الكويتي حسين المسلم.
قال جلخ: “نحن لجنة معترف بها من الأولمبية الدولية والمجلس الآسيوي، بينما اللجنة الثانية شكلتها اتحادات معارضة ليس لديها أي شرعية دولية.”
تابع جلخ، المحسوب على حزب الكتائب اللبنانية: “قرروا إجراء انتخاباتهم قبلنا بيومين ليظهروا أحقيتهم، علماً أن اللجنة الدولية كشفت أنها ستعترف بانتخابات 16 أيار (مايو) حصراً.”
ورأى أن ما قام به “الفريق الآخر” لا يعتبر صحياً و”ما جرى يعد جريمة بحق الرياضة اللبنانية والرياضيين.”
وكتب النائب سليم الصايغ، عضو كتلة الكتائب اللبنانية في البرلمان، في حسابه على منصة إكس: “انتبهوا: الرياضة في لبنان في خطر. إذا لم يرفع من في الحكومة يده عن اللجنة الأولمبية، سنكون أمام موقف حازم بالمنع من قبل اللجنة الأولمبية الدولية.”
بينما أشار جلخ إلى تلقي لجنته رسائل من لجنة الأخلاق في المجلس الأولمبي الآسيوي تفيد بإيقاف سلامة وعضوين آخرين لمدة 90 يوماً، قال سلامة: “لم أرتكب أي خطأ، وجل ما فعلته هو الذهاب إلى مركز التحكيم الرياضي. وسأطعن بقرارهم أمام مركز التحكيم الدولي.”