التحول الرقمي يعزز تجربة الحجاج في المدينة المنورة

التحول الرقمي يعزز تجربة الحجاج في المدينة المنورة

مع بداية كل عام، تتسابق الجهات المعنية لتقديم تجربة استثنائية لضيوف الرحمن، تعكس ريادتها في خدمة الحرمين الشريفين. وتتصدر المدينة المنورة، باعتبارها أولى محطات الحجاج، مشهد الابتكار من خلال منظومة متكاملة من الخدمات الذكية التي تسهم في تسهيل إجراءات الحج، وتحسين تجربة الزائر من لحظة الوصول وحتى المغادرة.

حلول رقمية شاملة

يبدأ الزائر رحلته إلى المدينة المنورة باستقبال ذكي في مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي، حيث تسهل المنصات الرقمية إجراءات الدخول والتنقل والإقامة. وقد أسهمت هذه التقنيات في تقليل الازدحام وتوفير الوقت، مما انعكس إيجابيًا على مرونة تجربة الحاج وسلاسة تحركاته في أرجاء المدينة.

“نسك” نموذج رقمي رائد

من أبرز المنصات الرقمية التي خدمت ضيوف الرحمن هي منصة “نسك”، التي تتيح إمكانية حجز مواعيد زيارة الروضة الشريفة، وتنظيم جدول الحاج بما يتناسب مع الطاقة التشغيلية اليومية. هذا النظام أتاح للحجاج أداء زياراتهم الروحانية دون تزاحم أو انتظار طويل، مما عزز من جودة التجربة الروحانية.

تطبيقات الوصول إلى الخدمات الصحية

وفي الجانب الصحي، أسهم تطبيق “توكلنا” والتطبيقات الطبية الأخرى في تمكين الحجاج من الوصول الفوري إلى الخدمات الصحية. يشمل ذلك تحديد أقرب مركز صحي، حجز المواعيد الطبية، وطلب الخدمات الإسعافية، مما ساعد على تقديم رعاية دقيقة وسريعة بالتكامل مع الفرق الميدانية. ولتعزيز تجربة التنقل، وفرت الجهات المختصة تطبيقات تفاعلية توضح خرائط المدينة المنورة، ومداخل المسجد النبوي ومخارجه، بالإضافة إلى أبرز المعالم الإسلامية مثل مسجد قباء وجبل أحد، ومواقع النقل الترددي والمرافق العامة. وتستخدم في هذه التطبيقات تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تسمح للحاج بطرح الأسئلة والحصول على إجابات بلغته الأم، مما يسهم في تحسين التواصل وتوفير معلومات دقيقة وفورية.

التحديث المستمر ضمان لجودة الخدمة

تحرص وزارة الحج والعمرة، بالتعاون مع الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا)، على تحديث هذه الخدمات والمنصات بشكل دوري، بالاعتماد على تحليل بيانات الاستخدام وملاحظات الحجاج، بهدف تقديم تجربة أفضل كل عام. ولم يعد التحول الرقمي في موسم الحج خيارًا تكميليًا، بل أصبح أداة رئيسية في إدارة الحشود وتحقيق الكفاءة التشغيلية، خاصة في المدينة المنورة التي تستقبل مئات الآلاف من الزوار. هذه الجهود تُعد تجسيدًا فعليًا لأحد أهداف رؤية المملكة 2030، المتمثل في الارتقاء بتجربة ضيوف الرحمن وتقديم خدمات عصرية تليق بمكانة المملكة وريادتها.