
يعتبر قانون الزواج الجزائري لعام 2025 خطوة هامة نحو تحديث التشريعات الأسرية، حيث جاء كاستجابة طبيعية للتغيرات الاجتماعية والثقافية السريعة التي يشهدها المجتمع الجزائري. يهدف هذا القانون إلى تحقيق توازن عادل بين الطرفين في العلاقة الزوجية من خلال اعتماد ضوابط قانونية حديثة تحمي الحقوق وتحد من التجاوزات التي لطالما أثرت سلباً على استقرار الأسرة.
أهم مستجدات قانون الزواج الجزائري 2025
قدم قانون الزواج الجديد مجموعة من التعديلات التي تمس الجوانب الأساسية في الحياة الزوجية، بهدف معالجتها وفق رؤية قانونية عادلة ومنصفة. ومن أبرز هذه التعديلات:
- تحديد سن الزواج بشكل صارم عند 18 عاماً للجنسين، بهدف القضاء على ظاهرة الزواج المبكر، خاصة لدى الفتيات.
- فرض إجراء فحص طبي إلزامي قبل إتمام الزواج، يشمل الأمراض المعدية والوراثية، للحفاظ على الصحة العامة للأسرة المستقبلية.
- تقنين الزواج الثاني من خلال فرض شروط صارمة، تشمل تقديم مبررات قانونية والحصول على موافقة كتابية من الزوجة الأولى، مما يضمن العدالة ويمنع الاستغلال.
- إعادة تنظيم زواج المواطنين من غير الجزائريين عبر شروط واضحة تحول دون استخدام الزواج كوسيلة للإقامة أو الحصول على الجنسية.
- تعديل قوانين الطلاق والنفقة والحضانة بما يضمن حقوق الطرفين بعد الانفصال ويعزز حماية الأطفال والمرأة.
الأبعاد الاجتماعية لقانون الزواج الجديد
يسعى القانون الجديد إلى معالجة بعض الثغرات القانونية والاجتماعية التي كانت سبباً في تفكك العديد من الأسر. كما يهدف إلى الحد من ممارسات سلبية مثل الزواج غير الرسمي أو العرفي، وذلك من خلال:
- إلزام تسجيل عقود الزواج لدى الجهات المختصة منعاً للتحايل أو الإكراه.
- حماية حقوق الأطفال الناتجين عن علاقات غير موثقة أو غير شرعية.
- وضع إطار قانوني ينظم الزواج بين مختلف الثقافات بما يضمن سلامة الحقوق والمصالح خاصة بالنسبة للجزائريين المقيمين بالخارج.
نحو أسرة جزائرية مستقرة وآمنة
يتضح من خلال هذا القانون أن الدولة تتبنى نهجًا وقائيًا واستباقيًا لحماية مؤسسة الزواج. حيث تم دمج الإجراءات الصحية بالقوانين الرادعة لبناء أسرة متماسكة. إن تحديد سن الزواج وإلزام الفحص الطبي وفرض الشروط على الزواج الثاني والزواج من أجانب كلها عناصر تؤكد الاتجاه الحقيقي نحو إصلاح المنظومة الأسرية في الجزائر وبناء مجتمع أكثر وعياً واستقراراً.