نجحت الهيئة العامة للرقابة المالية في استضافة المؤتمر السنوي الحادي والخمسين للمنظمة الدولية للهيئات الرقابية على أسواق المال، وذلك لأول مرة في تاريخها، حيث سيعقد المؤتمر في عام 2026.
يُعتبر هذا الإنجاز غير المسبوق تجسيدًا للتقدير الدولي لما حققته مصر، من خلال الهيئة العامة للرقابة المالية، من تقدم ملحوظ في مجالات التنظيم والرقابة، وخاصةً فيما يتعلق بأسواق رأس المال.
بحث سبل تعزيز الاستقرار المالي والنمو المستدام
من المقرر أن يُعقد المؤتمر في مدينة شرم الشيخ عام 2026، ليكون بمثابة منصة عالمية تجمع بين كبار صانعي السياسات ورؤساء هيئات الرقابة المالية وممثلي أسواق المال من مختلف أنحاء العالم، لمناقشة أحدث القضايا والتطورات المتعلقة بأسواق المال العالمية وبحث سبل تعزيز الاستقرار المالي والنمو المستدام.
تعد استضافة مصر لهذا الحدث الدولي البارز شهادة دولية على ما أنجزته البلاد من خطوات رائدة في تطوير البنية التشريعية والتنظيمية لأسواق رأس المال وتعزيز بيئة الاستثمار ودعم الشفافية والإفصاح وتبني أدوات التمويل المستدام والتحول الرقمي بما يتماشى مع أفضل الممارسات والمعايير العالمية.
تطوير أسواق المال
وفي هذا السياق، صرح الدكتور محمد فريد رئيس هيئة الرقابة المالية قائلًا: “إن استضافة مصر لمؤتمر المنظمة الدولية للمرة الأولى يمثل تقديرًا دوليًا للجهود الإصلاحية والتنظيمية التي تبذلها الهيئة لتطوير القطاع المالي غير المصرفي وخاصة سوق رأس المال، كما أنه فرصة فريدة لاستعراض التجربة المصرية أمام المجتمع الدولي وبناء شراكات استراتيجية تسهم في دعم الأسواق الناشئة.”
كما تدعو الهيئة العامة للرقابة المالية جميع المعنيين من الجهات الرقابية والمؤسسات المالية المحلية والدولية والخبراء والأكاديميين إلى المشاركة في هذا الحدث العالمي الهام الذي سيقام في شرم الشيخ عام 2026 ليكون منصة لتبادل الخبرات وتعزيز سبل التعاون الدولي في تطوير أسواق المال.
وقد عرضت الهيئة العامة للرقابة المالية فيديو ترويجي خلال الاجتماعات المنعقدة بالعاصمة القطرية الدوحة، يستعرض المعالم السياحية للمدينة الساحلية والإمكانات التنظيمية المتاحة فيها.
تلبية متطلبات تنمية وتعزيز كفاءة الأسواق
من جانبه، أعرب الدكتور فريد نائب رئيس المنظمة الدولية ورئيس لجنة الأسواق النامية والناشئة عن بالغ تقديره وسعادته باختيار جمهورية مصر العربية ممثلة بهيئة الرقابة المالية معتبرًا القرار دليلًا على ثقة أعضاء المنظمة بقدرات الهيئة للعمل على تعزيز الجهود المشتركة وتطوير قدرات الدول الأعضاء لتلبية متطلبات تنمية وتعزيز كفاءة الأسواق بما يسهم في دعم جهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية داخل بلدانهم.
كما أعرب عن آماله بأن تشهد المرحلة المقبلة مزيدًا من العمل الجماعي المشترك والتنسيق وتوحيد الرؤى والجهود لتطوير وتنفيذ السياسات والبرامج الملائمة للتغيرات الدولية لتعزيز قدرة نمو الأسواق مؤكدًا أهمية تضافر الجهود اللازمة لدعم وتنمية الأسواق عبر تطوير آليات التعامل وإدماج الحلول التكنولوجية المبتكرة.
وأشار إلى أن تنظيم المؤتمر يمثل فرصة استراتيجية لعرض التجربة المصرية في الإصلاح والتنمية وتعزيز مكانة البلاد كمركز إقليمي رائد للخدمات المالية.
(الأيوسكو) تُعتبر المنظمة الأهم عالميًا لوضع الأسس والقواعد التي تحكم عمل الأسواق المالية والمعايير التي تسعى كل دولة للاحتكام إليها بهدف ضمان عدالة وشفافية وكفاءة هذه الأسواق وإدارة المخاطر المرتبطة بها. تضم عضوية المنظمة نحو 95% من مراقبي أسواق الأوراق المالية حول العالم ويبلغ عدد أعضائها حاليًا 229 عضوًا.
يمثل الاجتماع السنوي الذي تعقده المنظمة واحداً من أبرز الاجتماعات العالمية التي تتناول نقاشات مكثفة حول واقع ومستقبل أسواق رأس المال العالمية بالإضافة إلى المسائل ذات الاهتمام مثل التكنولوجيا المالية والتمويل المستدام والاستقرار المالي والأصول الرقمية ويضم مجموعة متنوعة من المنظمات الدولية والجهات الفاعلة.