الكولومبي بيسيرا بين أمجاد كوبا أميركا وظلمات حياة الليل

الكولومبي بيسيرا بين أمجاد كوبا أميركا وظلمات حياة الليل

إلسون بيسيرا: نجم كولومبي سطع ثم انطفأ

لطالما شهدت كولومبيا ولادة العديد من المواهب الكروية، ومن بين هؤلاء، يبرز إلسون بيسيرا، الذي انتهت مسيرته بشكل مأساوي بعد فترة قصيرة في عالم كرة القدم.

حقق النجم الكولومبي بيسيرا شهرة واسعة في أميركا الجنوبية بعد قيادته منتخب بلاده لتحقيق لقب كوبا أميركا عام 2001، قبل أن تتعرض مسيرته لضربة قاسية أدت إلى غيابه المفاجئ.

بدايات مشوقة ونشأة صعبة

وُلد بيسيرا في مدينة قرطاجنة الكولومبية في 26 أبريل/نيسان 1978، ونشأ في أحياء فقيرة، لكنه سرعان ما جذب الأنظار بفضل موهبته الاستثنائية وسرعته الباهرة على أرض الملعب.

كانت بدايته مع نادي توليما نقطة انطلاقه، ومن هناك بدأ في شق طريقه نحو النجومية، ليصبح واحدًا من أبرز الأسماء في جيله.

Siguiendo los pasos de su padre: pasaron 19 años para que un Becerra integrara una convocatoria del Deportes Tolima. Hoy aparece Elson Becerra en el grupo de viajeros a Barrancabermeja. ¡La herencia del Chocolatín!

— M.Alejandro Rodríguez ⭐⭐⭐ (@donalhejor)

من الهامش إلى المجد

ذلك الشاب الطموح الذي نشأ في ظروف صعبة، أصبح أحد نجوم المنتخب الكولومبي وأسهم في إنجاز تاريخي بالفوز بكوبا أميركا لأول مرة في تاريخ البلاد.

حياة مضطربة وراء الأضواء

لكن خلف هذا التألق، كانت هناك حياة مليئة بالتحديات، إذ كان إلسون يعاني من صعوبة في قول “لا”، كما وصفه والده، مما جعله ينغمس في حياة السهر والمال والملابس الفاخرة.

فُصل بيسيرا من نادي جونيور دي بارانكويلا بسبب عدم الانضباط، وبدأت مسيرته تتعثر تدريجياً رغم موهبته الفذة.

محاولة للعودة

حاول بيسيرا إعادة تنظيم حياته المهنية وقرر الانتقال إلى الشرق الأوسط، حيث انضم إلى نادي الجزيرة الإماراتي، ولعب هناك لموسمين ونصف، أملاً في إعادة بناء مسيرته ومواصلة حلمه الكروي.

نهاية مأساوية

لكن الأحداث أخذت منحى مأساويًا، ففي أواخر عام 2006، قرر بيسيرا قضاء عطلة أعياد الميلاد في مسقط رأسه قرطاجنة، بين أسرته وأصدقائه في حي سان فرانسيسكو، حيث وقعت حادثة لم تكن في الحسبان.

في لحظة مأساوية، خلال مهرجان شعبي، حاول بيسيرا الدفاع عن أحد أصدقائه أثناء شجار نشب في الحي، لكنه تعرض لهجوم مسلح أودى بحياته. وسقط النجم الذي لم يتجاوز 28 عامًا، ومعه حلم آلاف من عشاق كرة القدم الكولومبية، لتكون نهايته صادمة وجراحها غائرة في ذاكرة كرة القدم الكولومبية.

ذكرى خالدة

توفي بيسيرا في المكان الذي وُلد فيه، بين أهله وأصدقائه، وفي الحي الذي شهد انطلاق حلمه. لم يكن مجرد لاعب موهوب، بل كان رمزًا لجيل كامل، وشاهدًا على أن المجد لا يضمن النجاة.