فهم الزلازل: استكشاف ظواهر طبيعية غامضة بطريقة مبسطة

فهم الزلازل: استكشاف ظواهر طبيعية غامضة بطريقة مبسطة

أثارت الهزة الأرضية التي ضربت القاهرة اليوم مشاعر القلق في نفوس المواطنين. حيث سجلت محطات رصد الزلازل وقوعها على بُعد 631 كيلومتر شمال رشيد، بقوة بلغت 6.4 درجة على مقياس ريختر. هذا الحدث أعاد إلى الأذهان تساؤلات حول كيفية حدوث الزلازل، وما هي العوامل التي تؤدي إلى هذه الظواهر الطبيعية الغامضة.

تعتبر الزلازل من أعقد التغيرات الطبيعية، ويرجع سببها إلى حركة الأرض المستمرة. تتكون الأرض من عدة طبقات، تبدأ بالقشرة الأرضية التي نعيش عليها وتحتها “الوشاح” الذي يغلف اللب الأرضي. تمثل القشرة والوشاح العلوي ما يعرف بـ”الغلاف الصخري”، والذي ينقسم إلى ما يُعرف بـ”الصفائح التكتونية”.

حركة الصفائح وأسباب الزلزال

تقع معظم الزلازل على حدود الصفائح التكتونية التي تتحرك ببطء، وقد تتسبب هذه الحركة في تصادم أو انزلاق هذه الصفائح، مما يؤدي إلى إطلاق طاقة كبيرة على شكل زلزال. وتُعتبر الحرارة الناتجة عن باطن الأرض بمثابة المحرك لهذه الصفائح، حيث تخلق تيارات دائمة تُعرف بـ”تيارات الحمل الحراري”، التي تمد الصفائح بالطاقة اللازمة للتحرك.

أنواع الحدود وتداعياتها

توجد ثلاثة أنواع رئيسية من حدود الصفائح تهدف إلى تفسير كيفية حدوث الزلازل. النوع الأول هو الحدود المتقاربة، حيث يحدث التصادم بين الصفائح مما ينتج عنه تكوين الجبال مثل جبال الهمالايا. النوع الثاني هو الحدود المتباعدة، حيث تبتعد الصفائح عن بعضها في قاع المحيطات. أما النوع الثالث فهو الحدود الانزلاقية، حيث تتحرك الصفائح بجوار بعضها البعض كما هو الحال في صدع سان أندرياس.

نظرية الارتداد المرن وأثرها

تُعتبر نظرية الارتداد المرن من التفسيرات الرئيسية لكيفية بدء الزلزال. حيث تتعرض الصخور للضغط المستمر مما يؤدي إلى انحنائها؛ وعندما يتجاوز هذا الضغط حدود تحملها تنكسر الصخور فجأة، مما يُحرّر الطاقة بشكل يسبب الزلزال. وبعد ذلك تعود الصخور إلى وضعها الطبيعي، وهو ما يفسر الاسم المنسوب لهذه النظرية.

أنواع الأعطال وتأثيرها

تتواجد الأعطال أو الصدوع في المناطق التي تتعرض فيها القشرة الأرضية للضغط وتنقسم إلى ثلاثة أنواع رئيسية:
العطل العادي يحدث عندما تنزلق الكتلة العلوية إلى الأسفل؛ بينما يتم الضغط في العطل العكسي؛ أما العطل الجانبي فعندما تتحرك الكتل الصخرية أفقياً. كل نوع من هذه الأعطال يحدث الزلازل بخصائص مختلفة من حيث العمق والقوة.