خمسة أبطال تحدوا السرطان وحققوا نجاحات رياضية ملهمة

خمسة أبطال تحدوا السرطان وحققوا نجاحات رياضية ملهمة

في مشهد درامي خلال مباراة نصف نهائي دوري أبطال أوروبا بين إنتر ميلان وبرشلونة، اقترب الفريق الكتالوني من التأهل بعد تقدمه (3-2). ومع ذلك، أظهر المدافع المخضرم فرانشيسكو أتشيربي إرادة قوية ورفض الاستسلام، حيث سجل هدف التعادل في اللحظات الأخيرة، ليشعل حماس الجماهير في ملعب سان سيرو ويعيد الأمل لفريقه.

كان إنتر على وشك الخروج من البطولة، ولكن أتشيربي قاد المباراة إلى الأشواط الإضافية، قبل أن يحرز زميله فراتيسي هدف التأهل (4-3).

أتشيربي يهدي إنتر هدف التعادل ويشعل المدرجات

— beIN SPORTS (@beINSPORTS)

لم تكن صرخة أتشيربي بعد تسجيله هدف التعادل مجرد تعبير عن فرحة اللحظة، بل كانت تجسيدًا لقصة حياة ملهمة. فمدافع إنتر البالغ من العمر 37 عامًا عانى من مرض السرطان في سن الـ26، مما زاد من عمق تجربته الشخصية.

في عام 2013، تم تشخيص أتشيربي بسرطان الخصية، حيث خضع لعلاج كيميائي استمر لأكثر من عامين. ومع ذلك، لم يكن هو الرياضي الوحيد الذي قهر هذا المرض القاسي، بل هناك العديد من الأسماء التي تغلبت على السرطان وألهمت الجماهير بقصصها البطولية.

في التقرير التالي، نستعرض أبرز 5 رياضيين نجحوا في تجاوز مرض السرطان بعد تشخيصهم وخضوعهم للعلاج.

الإيطالي فرانشيسكو أتشيربي

ولد أتشيربي في فبراير/شباط 1988 في مدينة فيتزولو الإيطالية، وبدأ مسيرته الكروية في نادي بافيا، حيث لعب 48 مباراة بين 2006 و2010. لاحقًا، انتقل للعب في أندية مثل كييفو فيرونا وميلان، حتى انضم إلى ساسولو في عام 2013.

لكن تلك السنة كانت نقطة تحول في حياته، حيث تم تشخيصه بورم في خصيتيه، مما استدعى إجراء جراحة عاجلة. عانى أتشيربي من الضغوط النفسية التي رافقت مرضه، وحكى لصحيفة “لا ريبوبليكا” عن تلك الفترة، قائلاً: “في 2012، كان لوفاة والدي تأثير كبير على حياتي، أدمنت شرب الخمر، وبعد عام واحد اكتشفت إصابتي بالسرطان، وصارعت المرض مرتين، ووصلت إلى الحضيض”.

بعد شهرين من العلاج الكيميائي في بداية عام 2014، استأنف أتشيربي مسيرته الكروية، لكن صحته تدهورت مرة أخرى. ورغم ذلك، لم ييأس واستمر في العلاج.

شكل انتقاله إلى لاتسيو في عام 2022 بداية جديدة له، حيث كان قريبًا من الاعتزال في سن الـ28. وبعد ثلاث سنوات، توج بلقب كأس أوروبا 2020 مع المنتخب الإيطالي، وهو أول إنجاز له بعد التغلب على السرطان.

في عام 2022، انضم أتشيربي إلى إنتر وساهم في فوز الفريق بلقب الدوري الإيطالي. وفي 6 مايو/أيار 2025، تألق مجددًا عندما سجل هدف التعادل ضد برشلونة، ليقود فريقه إلى نهائي دوري أبطال أوروبا ضد باريس سان جيرمان.

الفرنسي إيريك أبيدال

في مارس/أذار 2011، تلقى المدافع الفرنسي إيريك أبيدال صدمة كبيرة عندما تم تشخيص إصابته بالسرطان أثناء إجراء فحص روتيني في برشلونة. بعد أسابيع من ذلك، خضع لجراحة لاستئصال الورم من كبده.

لم يتأخر عودته إلى الملاعب كثيرًا، حيث استأنف نشاطه مع الفريق بعد 40 يومًا. ومع ذلك، عاود السرطان الظهور مرة أخرى في العام التالي، مما استدعى استئصال كبد أبيدال بالكامل وزرع كبد آخر. ورغم ذلك، عاد إلى الملاعب في أبريل/نيسان 2013.

نجح أبيدال في التغلب على المرض للمرة الثانية، ليشارك مع برشلونة حتى نهاية الموسم، ثم انتقل إلى موناكو وأولمبياكوس، قبل اعتزاله في ديسمبر/كانون الأول 2014. وقد أحرز أبيدال العديد من الألقاب، بما في ذلك الدوري الفرنسي 3 مرات والدوري الإسباني 4 مرات، ودوري أبطال أوروبا مرتين. بعد اعتزاله، أسس مؤسسة خيرية لمساعدة مرضى السرطان.

قال أبيدال: “لم يأخذ مني السرطان الشيء الكثير بقدر ما علمني كيف أكون إنسانًا، لقد عزز كرمي وغير نظرتي إلى الحياة وإلى كرة القدم”.

الهولندي آريين روبن

عندما انتقل النجم الهولندي آريين روبن إلى تشيلسي الإنجليزي في عام 2004، لم يكن يتوقع أن يتلقى خبر إصابته بالسرطان في سن الـ21. وتم تشخيص مرضه بعد فترة قصيرة من انتقاله، لكنه خضع لجراحة ناجحة وعاد للعب، حيث ساهم في فوز تشيلسي بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز في ذلك الموسم.

استمر روبن في مسيرته الكروية بعد التعافي، ليحقق نجاحات كبيرة مع أندية مثل ريال مدريد وإنتر وبايرن ميونيخ، وتوج مع كل منها بألقاب مهمة، بما في ذلك دوري أبطال أوروبا 2013.

الإيفواري سابستيان هالر

في يونيو/حزيران 2022، تم تشخيص سابستيان هالر بسرطان الخصية بعد أسابيع من انتقاله إلى بوروسيا دورتموند. خضع لعمليتين جراحيتين، ثم للعلاج الكيميائي لمدة 5 أشهر.

بينما كان زملاؤه يستعدون لموسم جديد، كان هالر يخوض معركة صعبة ضد السرطان. وفي يناير/كانون الثاني 2023، عاد للعب بعد فترة طويلة من العلاج. وعند عودته، سجل هدفه الأول مع دورتموند في 4 فبراير/شباط 2023، ليصنع قصة نجاح جديدة في مسيرته.

وبعد مرور عام، قاد هالر منتخب كوت ديفوار للفوز ببطولة أفريقيا للأمم 2024.

الأميركي لانس أرمسترونغ

يعتبر لانس أرمسترونغ، بطل سباقات الدراجات الهوائية، واحدًا من أشهر نجوم الرياضة العالمية، حيث حقق العديد من الإنجازات. ولكن الكثيرون لا يعرفون أنه تم تشخيص إصابته بالسرطان في عام 1996، وهو في الخامسة والعشرين من عمره.

يقول أرمسترونغ: “كانت نسبة شفائي شبه معدومة، ولم تتجاوز 20%”. لكن بفضل طبيبه، أتم أرمسترونغ علاجه الكيميائي في ديسمبر/كانون الأول 1996. وفي يناير/كانون الثاني 1997، عاد بشكل مفاجئ إلى معسكر تدريبي ليعلن عن شفائه في فبراير/شباط من نفس العام.

حقق أرمسترونغ شهرة عالمية بعد شفائه، حيث فاز بسباق فرنسا للدراجات 7 مرات متتالية بين عامي 1999 و2005. ومع ذلك، تم تجريده من ألقابه عام 2012 بسبب تعاطيه مواد محظورة، لكنه نفى في ذلك الوقت تورطه في قضية المنشطات.