كائنات ثديية عملاقة عاشت في الجزيرة العربية قبل 10 آلاف عام

كائنات ثديية عملاقة عاشت في الجزيرة العربية قبل 10 آلاف عام

ثبّت فريق بحثي سعودي من جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست) وجامعة طيبة، حضور المملكة كمركز علمي مرجعي في علوم البيئة والأحياء القديمة. وقد توصل الفريق إلى أن تنوع الثدييات الكبيرة التي عاشت في الجزيرة العربية كان أكبر بكثير مما كان يُعتقد سابقًا. وبحسب الدراسة التي نُشرت نتائجها في مجلة Journal of Biogeography العالمية، فإن الجزيرة العربية شهدت تنوعًا في الثدييات الكبيرة خلال العشرة آلاف سنة الماضية، يفوق التقديرات السابقة بثلاثة أضعاف، حيث تم توثيق 15 نوعًا.

قال كريستوفر كلارك، مدير المشاريع الأول في كاوست والمشارك في الدراسة، إن “الاستعادة البيئية لا تقتصر على النباتات، بل تشمل أيضًا إعادة النظر في دور الحيوانات المنقرضة، لما لها من تأثير جوهري في تشكيل الغطاء النباتي واستدامته”. وأضاف أن هذه الدراسة توفر معلومات علمية دقيقة تساعد في تقييم إمكانات إعادة توطين بعض الأنواع في بيئاتها الطبيعية السابقة.

استند الباحثان، كلارك والدكتور سلطان الشريف، الأستاذ المشارك في قسم الأحياء في جامعة طيبة، إلى تحليل آلاف النقوش الصخرية التي تعود إلى ما قبل التاريخ، والتي تم جمعها خلال بعثات ميدانية. كما تم توظيف المحتوى الذي ينشره المواطنون عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مما أتاح الاطلاع على نقوش أثرية لم تكن معروفة للمجتمع العلمي سابقًا.

ثدييات من أصل إفريقية

أكد الشريف أن “تنوع الثدييات الكبيرة في شبه الجزيرة العربية كان أكبر بكثير مما كنا نعتقد”، مشيرًا إلى أن معظم الأنواع التي تم توثيقها تنحدر من أصول إفريقية، مثل الأسود والفهود. بالإضافة إلى ذلك، تم الكشف عن نوعين لم يُسجلا من قبل في المنطقة، هما الكودو الكبير والحمار البري الصومالي، مما يمثل سبقًا علميًا موثقًا في هذا المجال.

تتلاقى هذه الدراسة مع التوجهات الوطنية في استعادة التوازن البيئي، لا سيما في ظل المبادرات الرائدة التي أطلقها المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية، مثل برامج إعادة توطين المها العربي والفهد الصياد. يشير الباحثان إلى أن بقية الأنواع المكتشفة، والتي لا تزال موجودة في مناطق أخرى من العالم، ستخضع لتقييمات فردية قبل اتخاذ قرار بشأن إمكانية إعادتها إلى بيئاتها الطبيعية في المملكة.