المشاهير والنجاح: الأرقام لا تعكس القيم الحقيقية

المشاهير والنجاح: الأرقام لا تعكس القيم الحقيقية

في عصر منصات التواصل الاجتماعي

لم تعد التفاصيل الشخصية مجرد معلومات عابرة، بل أصبحت اليوم أساسًا للنقاش اليومي ومصدرًا للجدل حول مفهوم النجاح والتأثير الحقيقي. ومع تزايد التساؤلات حول دقة الأرقام المتعلقة بثروات بعض الشخصيات العامة ومصادرها الحقيقية، قمنا بإجراء استطلاع يجمع آراء مجموعة من المواطنين من خلفيات وفئات متنوعة. الهدف من هذا الاستطلاع هو فهم وعي المجتمع تجاه هذه الظاهرة وتأثيرها على سلوك الأفراد وقناعاتهم.

“اليوم” قامت برصد آراء المواطنين، حيث بدا أن هناك توجهًا عامًا للتشكيك في مصداقية الأرقام المتداولة حول ثروات المشاهير، مع وعي متزايد بخطورة تأثير هذه الأرقام على الفئات الشابة وسلوك المجتمع. في حين يرى البعض أن المشاهير ليسوا ملزمين بالكشف عن دخلهم، يتفق الأغلب على أن المصداقية والشفافية هما حجر الأساس لبناء علاقة صحية بين الشخصية العامة وجمهورها.

عبدالرحمن رمال

عبدالرحمن رمال: “الثروة السريعة قد تصنع قدوة خاطئة”

يعتقد المواطن عبدالرحمن رمال أن النجاح الحقيقي لا يُقاس بالأرقام، بل بالمحتوى المفيد الذي يقدمه المشاهير. ويؤكد: “لا أهتم مطلقًا بالأرقام المتداولة حول دخلهم، ما يهمني فقط هو ما إذا كان المحتوى ذا قيمة.” ويشير إلى أن تضخيم الأرقام غالبًا ما يكون بهدف جذب الإعلانات، معتبرًا أن الجهات الداعمة تتحمل المسؤولية الأكبر في التحقق من مصداقية هذه المعلومات. كما أعرب عن استغرابه من سرعة تكوّن الثروات لدى بعض الشخصيات، قائلًا: “ما يأتي بسرعة يذهب بسرعة، وأتمنى أن يكون هناك تدقيق وتحقيق أكثر.” ويختتم رمال رأيه محذرًا من التأثير السلبي لهذه الأرقام على الشباب، قائلاً: “قد يُخيّل إليهم أن هؤلاء هم صفوة المجتمع، ويُصبحون قدوات خاطئة لمجرد الثروة، وليس الإنجاز.”

ليالي عسكر: “نعيش في وهم صنعته الأرقام”

تعبر ليالي عسكر عن شكها الكبير في مصداقية الأرقام المتداولة، قائلة: “أعرف أن أغلبها مبالغ فيها وبدون مصدر، ولا تعني بالضرورة أن الشخص ناجح.” وتعتقد أن التزييف يأتي غالبًا بدافع رفع القيمة التسويقية للمشهور أمام الشركات، محذرة من أثره: “يضحكون علينا أحيانًا ويعيشونا في وهم، وهذا ينعكس سلبًا على الناس.” وتؤكد ليالي على وجود مسؤولية أخلاقية على المشاهير في كشف الحقائق، خاصة أنهم يؤثرون على فئات عمرية حساسة، وتقول: “عندما يبالغون في الأرقام، يصبح هناك خداع، والمراهقون هم أول من يتأثر.”

غدير المطيري: “الشهرة لها سوق… لكنها ليست معيارًا دائمًا للنجاح”

تشدد غدير المطيري على أن النجاح لا يُقاس دائمًا بالدخل، بل بالحضور والتأثير. مشيرة إلى أن الكثير من الأرقام المتداولة تُستخدم لأغراض تسويقية. تقول: “الشهرة لها سوقها، لكنها لا تبرر دومًا الفجوة بين المشاهير والناس.” وترى أن الكشف عن دخلهم أمر اختياري، لكن يجب أن يكون دقيقًا إن حصل، مضيفة: “التزييف يضلل الجمهور، وخاصة صغار السن.” كما تعترف بأنها تأثرت بإعلان من أحد المشاهير، لكن تجربتها لم تكن دائمًا ناجحة.

روان أحمد: “المصداقية أهم من الأرقام”

من وجهة نظر الطالبة روان أحمد، فإن دخل المشاهير قد يكون مؤشرًا على نجاحهم، لكنه لا ينبغي أن يكون المقياس الوحيد. تقول: “إذا لم تكن هناك إنجازات حقيقية، فلا معنى للثروة.” وتحذر من تزييف الأرقام بهدف كسب الإعلانات، مشيرة إلى أن هذا يُفقد المشهور الثقة. وتضيف: “إذا قرروا الكشف، فليكونوا صادقين، فالجمهور يستحق الحقيقة.” ترى روان أن الفروقات في الدخول ليست دائمًا عادلة، وتعتقد أن تداول أرقام غير دقيقة يسبب إحباطًا ومقارنات غير واقعية لدى الشباب.

سالمة الجهني: “استعراض المشاهير بثرواتهم يعزز ثقافة المظاهر”

تنتقد سالمة الجهني ظاهرة تضخم الثروات وتعتبرها وسيلة للتفاخر وجذب الانتباه، قائلة: “قد يشعر المتابع بالنقص أو التقصير، وهذا ليس جيدًا.” وتعتقد أن الأثر السلبي الأكبر هو تعزيز ثقافة المظاهر، خاصة إذا استُخدمت الأرقام للاستعراض لا للتأثير الإيجابي. وتقول: “اكتشفت أن الإعلانات كثيرًا ما تكون تجارية بحتة، ولا تمثل جودة المنتج فعلاً.”

ريناد عبدالقادر: “الثراء السريع.. كذبة خطيرة”

تشدد ريناد على أن دخل المشاهير ليس مؤشرًا حقيقيًا للنجاح، بل هو انعكاس لقدرتهم على الوصول للفئة المستهدفة. ترى أن التزييف يُفقد المشاهير مصداقيتهم بسرعة، لأن علاقة المشهور بجمهوره قائمة على الصدق، وإذا انهارت المصداقية، ضاعت الثقة. وتصف الفجوة الكبيرة بين دخول المشاهير والجمهور بأنها غير منطقية، قائلة: “الرزاق هو الله، لكن بعض الأرقام تجعل الناس تشعر بالنقص وتسعى للثراء بأي طريقة.” وتحذر من آثار هذه الظاهرة، خصوصًا على الفئات العمرية الصغيرة، قائلة: “قد تُبنى طموحات على وهم، وقد تتغير القيم من أجل المال.”

إياد الزايدي: مسؤولية كبيرة للمشاهير اتجاه المجتمع

يقول إياد الزايدي إن دخل المشاهير قد يكون مقياسًا لشعبيتهم واتساع قاعدتهم الجماهيرية، لكنه لا يهتم بدخلهم وثرواتهم، حيث تُتداول بغرض الترويج لهم لرفع المشاهدات وانتشارهم. ويؤكد أن المحتوى هو المحدد الرئيسي لمتابعة أي شخص ومدى موثوقية المشهور، موضحًا أن جميع المشاهير لديهم مسؤولية كبيرة تجاه المجتمع، وهي جزء أساسي من جودة المحتوى المنشور والمنتجات التي يقدمونها.

غالية الحرازي: تضخيم الدخل لجذب المتابعين غش وخداع

تشير غالية الحرازي إلى أن دخل المشاهير بالنسبة لها مجرد رقم، والنجاح الحقيقي هو الأثر الذي يتركه المشهور على المتابع واستمرارية محتواه وجودة ما يقدمه ومدى مصداقيته. تضيف أن الأعمال التي يقوم بها بعض المشاهير من تضخيم لدخولهم لجذب المتابعين تعتبر نوعًا من الغش والخداع. وتطالب الحرازي أن يكون مقدمو المحتوى على دراية كاملة بكل معلومة يقدمونها. وتتابع أنها تتجه لصناع المحتوى بحسب اهتماماتها، ولأن تخصصها هو اللياقة البدنية، فهي تبحث عن ذلك للحصول على نصائح أو خصومات أو عروض.