
أدى انقطاع كبير في التيار الكهربائي في جميع أنحاء إسبانيا إلى إثارة نقاشات حامية حول استراتيجية البلاد للطاقة المتجددة وأهمية الطاقة النووية. هذا الحدث، الذي أثر على حياة ملايين المواطنين، أعاد تسليط الضوء على خطة الحكومة الإسبانية للتخلص التدريجي من مفاعلاتها النووية، حيث تعرضت البلاد لانتقادات واسعة بسبب التخلي عن مصدر طاقة مستقر في وقت تزداد فيه الاعتماد على مصادر قد تكون غير متسقة.
وفي تعليقه على هذه الانتقادات، أشار رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز إلى ضرورة منح الحكومة الوقت الكافي للتحقيق في أسباب هذا الانقطاع المفاجئ. وأكد أن خطط الحكومة للطاقة ستستمر كما هي دون تغيير.
الطاقة النووية: مصدر متجدد أم خطر محتم؟
تُعتبر الطاقة النووية واحدة من أبرز مصادر الطاقة النظيفة التي تساهم في تقليل الانبعاثات الكربونية. ومع ذلك، فإنها تثير جدلاً واسعاً بسبب النفايات المشعة الناتجة عنها، مما يجعل التخلص منها تحدياً للعديد من الدول. تدعو عدة دول إلى العمل لتحقيق أهداف خفض الانبعاثات المتعلقة بالكربون باستخدام هذه الطاقة.
إسبانيا وطموحاتها في الطاقة المتجددة
وفقًا لتقرير ريد إليكتريكا، لم تصنع إسبانيا في عام 2024 سوى 20% من كهربائها من الطاقة النووية، بينما زاد الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة ليصل إلى 57%. وقد وافقت الحكومة على خطة لإغلاق المفاعلات النووية المتبقية بين عامي 2027 و2035، مع هدف تحقيق 81% من توليد الكهرباء من مصادر متجددة بحلول عام 2030.
الأثر المتوقع على مستقبل الطاقة في إسبانيا
على الرغم من أن السبب وراء الانقطاع الكهربائي لا يزال غامضاً، فإن هذا الحادث ألهم الكثيرين للتساؤل حول كفاءة الشبكات الكهربائية في مواجهة التحديات المرتبطة بمصادر الطاقة المتجددة. قبل الفقد المفاجئ، كانت الطاقة الشمسية وطاقة الرياح تزود الشبكة بنحو 70% من احتياجاتها.
بعد هذا الانقطاع، تكثفت الدعوات للبحث عن دور أكبر للطاقة النووية في إسبانيا. حيث علق رئيس جماعة الضغط النووي إغناسيو أرالوسي قائلاً إنه يتعين على الحكومة إعادة النظر في خطتها. لكن سانشيز اعتبر أنه لا يوجد دليل يثبت أن زيادة الاعتماد على الطاقة النووية كان ليمنع حدوث هذا الانقطاع، مما أثار جدلاً كبيرًا حول كيفية إدارة مستقبل الطاقة في البلاد.
تعليقات