
ابتكرت الصين حلاً فريدًا لمعالجة أزمة قمرين صناعيين ضائعين على سطح القمر، وذلك بعد أن فقدت الاتصال بهما بسبب مشكلة تقنية أثناء الرحلة. فقد أطلق مركز تكنولوجيا وهندسة الفضاء الصيني القمرين DRO-A وDRO-B في مارس 2024، لكنهما عجزا عن الوصول إلى مدارهما المناسب بسبب عطل في المرحلة العليا من الصاروخ.
بادر فريق العمل، بقيادة تشانج هاو، لإيجاد استراتيجية جديدة تحاكي مفهوم “المقلاع” من خلال استخدام جاذبية الأرض والقمر، وكذلك الشمس. كانت المهمة تتطلب نهجًا متكاملًا، حيث تم تقسيم الفريق إلى مجموعتين: واحدة تركز على التحكم في محركات القمرين والثانية تدرس المسارات الممكنة لإعادتهما إلى المسار الصحيح.
تجاوز العقبات بتعاون علمي
عند تحديد موقع الأقمار، اكتشف الفريق أنها تدور على ارتفاع أقل بكثير مما كان مقررًا. أكد ماو شينيوان، الباحث في جامعة ولاية كليفلاند، أهمية العملية التي استغرقت 123 يومًا، مشيرًا إلى أنهم فضلوا استهلاك الوقت بدلاً من الطاقة لتجنب الإخفاق.
نجاح المهمة ودورها في المستقبل
مع نجاح العملية، تمكن القمران أخيرًا من الالتقاء والبدء في العمل مع القمر الصناعي DRO-L، الذي أُطلق في وقت سابق إلى مدار أرضي منخفض. وبفضل هذه الأقمار الصناعية، والتي أطلق عليها ماو اسم “منارات الفضاء”، يمكن تحديد مواقع المركبات الفضائية في ثلاث ساعات فقط. يمثل هذا تقدمًا ملحوظًا مقارنة بالأنظمة التقليدية التي تتطلب يومين أو أكثر.
نجحت الصين بتجاوز هذه المحنة بطريقة تعكس الابتكار والاستمرارية. وهذا يعزز من دورها في الفضاء ويشجع على تطوير المزيد من التقنيات الفضائية في المستقبل.
تعليقات