
أصدر أردا غولر، أحد أبرز المواهب الشابة في عالم كرة القدم، مقالًا موسعًا يسلط فيه الضوء على تفاصيل حياته ومسيرته المهنية، منذ طفولته وحتى انضمامه إلى النادي الملكي.
بعنوان “رسالة إلى أطفال وطني”، نُشر المقال في صحيفة “ذا بلاير تريبيون” (The Players Tribune)، حيث جمع فيه بين أكثر اللحظات عاطفية والقصص الشيقة التي حدثت في غرفة ملابس ريال مدريد.
بدأ غولر بسرد قصة طفولته وشغفه بلعبة “بلاي ستيشن”، وكيف أهداه والده جهازاً في نهاية المطاف، رغم افتقاره إلى نمط المسيرة المهنية (Career Mode) الذي يروي قصة لاعب مغمور يسعى للتعاقد مع نادٍ كبير.
قال غولر: “كنتُ أتوسل إلى والدي كل يوم أن يشتري لي جهازًا. كان هدفي الوحيد هو اللعب في فيفا 17. لكن في الحقيقة، لم أكن ألعب ألعاب الفيديو كثيرًا لأنني كنتُ دائمًا ألعب كرة القدم في الشارع. وفي أحد الأيام، حصل أحد أصدقائي على جهاز بلاي ستيشن 4 مع لعبة فيفا 17، وكان ذلك أفضل يوم في حياتنا”.
To all the children of my beautiful country, this letter is for you. Never give up on dreaming.
— Arda Güler (@10ardaguler)
مشاكل العائلة المالية
كشف غولر عن معاناة والديه في توفير لقمة العيش، مستذكرًا اللحظة المؤلمة التي أثرت فيه عندما قال له والده: “يا بني، علينا إغلاق المتجر”.
وأضاف: “كنا مُفلسين. كان المتجر هو مصدر دخلنا الوحيد. أتذكر أن أصدقائي كانوا يذهبون لشراء الحلويات، ولم أستطع أن أقول: آسف، لا أستطيع تحمل التكلفة، لذلك كنت دائمًا أقول لهم إنني مُتعب أو لا أستطيع الذهاب”.
الوجهة إسطنبول
عندما كان غولر في سن الثالثة عشرة، اضطر لترك مسقط رأسه أنقرة للالتحاق بنادي فنربخشة في إسطنبول، وكان قرارًا صعبًا على عائلته لكن الضغوط المالية أجبرتهم على اتخاذه.
يقول غولر: “استغرق الأمر منا ثلاثة أشهر لاتخاذ القرار، لأن هذا النوع من الخيارات يغير الحياة. كنت في الثالثة عشرة من عمري، ولم يُرد والداي أن أغادر المنزل. كان حلمي اللعب مع فنربخشة، لكننا كنا نعلم أيضًا أن هذا القرار يحمل الكثير من المخاطر، إذ لا يوجد ضمان بأن أصبح لاعب كرة قدم محترف”.
وأضاف: “في النهاية، قال لي والدي: إذا كنت تريد فعل شيء، فافعل ذلك بجدية. إذا سارت الأمور بشكل جيد بعد ستة أشهر، سنبيع كل شيء ونأتي معك”.
وتابع: “يوم مغادرتي أنقرة تزامن مع عيد ميلادي.. بكت أمي بلا توقف، لكنني وعدتها بأن أجعلها فخورة بي وأننا سنكون معًا قريبًا في إسطنبول”.
في البرنابيو
في 6 يوليو/تموز 2023، أعلن ريال مدريد عن توقيع عقد مع غولر يمتد لست سنوات حتى يونيو/حزيران 2029، قادمًا من فنربخشة.
يتذكر غولر قائلاً: “ريال مدريد هو حلمي. شعرت أن الأمر غير واقعي، وأنه لن يحدث بهذه السرعة. في ذلك الصيف، أجريت أنا ووالدي العديد من المحادثات حول ما إذا كان الوقت مناسبًا للانتقال. كانت فترة معقدة نظرًا لتعدد العروض، وكان من الصعب اتخاذ القرار”.
وتابع: “لكن بعد ذلك، أجريت مكالمة عبر “فيس تايم” مع كارلو أنشيلوتي. لن أنسى أبدًا لحظة ظهور رقمه على شاشتي. قال لي: مرحبًا أردا. كيف حالك؟ كانت لحظة غير حقيقية لدرجة أنني واجهت صعوبة في تذكر التفاصيل”.
في ختام المحادثة، أكد أنشيلوتي لغولر: “أردا، سيكون لديك مستقبل كبير هنا. ربما ليس في السنة الأولى، لكنك ستتاح لك الفرص. وعندما يصبح مودريتش وكروس أكبر سنًا، ستتمكن من اللعب في وسط الملعب”.
🗣️ Arda Güler: “I know people in Türkiye want me to play every game for Real Madrid. I do too, but I know I have to be patient.
When Ancelotti says that I can become one of the best midfielders in the world, it shows that the club has a plan for me.”
— Madrid Xtra (@MadridXtra)
وصف اللاعب التركي الشاب شعوره خلال تقديمه كلاعب في ريال مدريد، قائلاً: “عندما يتم تقديمك كلاعب في ريال مدريد، يصبح الأمر أشبه بحفل زفاف. عقدي يمتد لست سنوات، لكن الفكرة هي البقاء معًا مدى الحياة”.
وكشف غولر عن كواليس اللقب الطريف الذي التصق به داخل غرفة ملابس ريال مدريد، حيث قال: “في تركيا، نخاطب كبارنا باحترام، نستخدم كلمة “أبي” وتعني الأخ الأكبر، لم أستطع أن أنادي لوكا مودريتش باسمه فقط، فقلت له: “مرحبًا لوكا أبي”، لأنه بمثابة والدي، أليس كذلك؟”.
وأضاف ضاحكًا: “الأمر التبس على ألابا وروديغر، وبدأا يحيّاني بقول “صباح الخير يا أبي”، ومنذ تلك اللحظة أصبح اسمي أردا أبي”.
الوثوق بالخطة
أعرب النجم التركي عن تفهمه لجماهير بلاده التي تتمنى مشاهدته أساسيًا مع ريال مدريد، مؤكدًا أنه يشاركهم الرغبة نفسها لكنه يثق بخطة النادي.
قال غولر: “أعلم أن الجماهير في تركيا تريدني أن ألعب كل مباريات ريال مدريد، وأنا كذلك، لكنني أعلم أن عليّ التحلي بالصبر.. عندما يقول أنشيلوتي إن بإمكاني أن أصبح من أفضل لاعبي خط الوسط في العالم، فهذا يظهر أن النادي لديه خطة لي”.
أثبت غولر أنه قطعة فنية نادرة في وسط ملعب مزدحم بالمواهب، حيث تميز بوضوح في اتخاذ قراراته وسرعته في التنفيذ، مما منح الفريق انسيابية طالما افتقدها هذا الموسم.
تعليقات