في يوم غير معتاد من الاستقرار، استمرت أسعار الذهب في مصر والعالم في التحرك ضمن نطاق ضيق. جاء ذلك وسط أحداث سياسية مثيرة للجدل، حيث زادت حدة التوتر بين الهند وباكستان. لكن الغريب أن حالة عدم اليقين السياسي لم تؤثر بشكل كبير على حركة السوق كما توقع الكثيرون. فقد سادت أجواء من الترقب بين المتابعين، خاصة في ظل الارتفاعات السابقة التي كانت نتيجة للأزمات السياسية العنيفة في مناطق أخرى من العالم.
الهند وباكستان: تصعيد بلا صدى في الأسواق
يوم الخميس 8 مايو 2025 كان هادئًا نسبيًا على أسواق المعادن الثمينة. حيث سجل عيار 24 نحو 5530 جنيهًا للجرام، بينما وصل عيار 21 الأكثر تداولاً بين المصريين إلى 4840 جنيهًا. وبلغ عيار 18 نحو 4149 جنيهًا، أما عن الجنيه الذهب فسجل حوالي 38720 جنيهًا. هذه الأسعار توضح أنه بالرغم من أي تصعيد سياسي خارج البلاد، إلا أن السوق المحلي يأخذ وقته قبل أن يتفاعل بشكل كبير مع هذه الأحداث.
سلوك المستثمرين تحت المجهر
اللافت للنظر هو ما جاء في أحدث تقرير صادر عن لجنة تداول السلع الآجلة الأمريكية، حيث أظهر أن المستثمرين الأفراد والصناديق والمؤسسات قللوا من عقود الشراء الآجلة للذهب بنحو 18500 عقد تقريبًا الأسبوع الماضي. كما انخفضت عقود البيع بنحو 6400 عقد. هذا يؤكد أن حركة المضاربة على الذهب فقدت بعض الزخم المعتاد.
يتأثر سوق الذهب بالعديد من العوامل، منها الأوضاع الجيوسياسية الحالية في آسيا. ومع ذلك، لا تزال شهية المخاطرة لدى المستثمرين موجودة مما يجعل السوق لا يستجيب بسرعة أو بقوة لكل تصعيد سياسي جديد. يبدو بوضوح أن السوق وأصحاب الأموال الكبار أصبحوا أكثر حذرًا ولم يعودوا يتخذون قرارات سريعة دون النظر إلى التبعات الحقيقية للأحداث على أرض الواقع.
في النهاية، يبقى الوضع الراهن دليلًا على أن المشهد الدولي، حتى لو كان متوترًا، قد لا يكون له تأثير فوري أو واضح على أسواق مثل سوق الذهب. خصوصاً عندما تكون شهية المخاطرة مكتومة والانتظار هو سيد الموقف.
تعليقات