تعيش صناعة النحاس في مصر فترة من التطور الملحوظ والتحول الكبير خلال السنوات الأخيرة، حيث زادت أهميتها على الصعيدين الصناعي والاقتصادي. يأتي ذلك في ظل الاستخدامات المتعددة للنحاس في مجالات مثل الصناعات الكهربائية والإلكترونية والطاقة المتجددة. اليوم، لا تقتصر الجهود على تلبية الطلب المحلي فحسب، بل تمتد أيضًا نحو زيادة فرص التصدير وتقليل الاعتماد على الاستيراد، وهو هدف واضح تسعى الدولة والحكومة لتحقيقه.
شركة النحاس المصرية، التي تتبع الشركة القابضة للصناعات المعدنية، تُعتبر واحدة من أقدم الكيانات الصناعية في البلاد، حيث بدأت نشاطها منذ عام 1935. وقد حققت الشركة قفزة ملحوظة في صادراتها؛ إذ ارتفعت إيراداتها إلى نحو 255 مليون جنيه بنهاية يونيو 2024، مقارنة بـ 116.2 مليون جنيه في السنة المالية 2022/2023. وهذا يعني أن الزيادة تجاوزت الضعف! ووفقًا للمصادر، هناك خطة تطوير شاملة جارٍ تنفيذها لتحديث خطوط الإنتاج وزيادة الطاقة الإنتاجية للشركة بشكل كبير.
استثمارات ضخمة وخطط للتحديث
في إطار هذه الخطة الطموحة، قررت إدارة الشركة استثمار حوالي 125 مليون جنيه حتى يونيو المقبل. تشمل الخطة إنشاء فرن دوار جديد وتجديد الماكينات المستخدمة في عمليات البثق، بالإضافة إلى تطوير قسم المسبوكات في القاهرة وإحلال وتجديد الفرن القديم.
المهندس محمد شيمي، وزير قطاع الأعمال العام، أكد على أهمية تطوير الشركة كعنصر أساسي يدعم الاقتصاد الوطني. وأشار إلى أن صناعة النحاس تعد قطاعًا واعدًا للغاية، خاصة مع إمكانية التوسع في التصدير وفتح أسواق دولية جديدة. كل هذه الجهود تسهم بشكل كبير في توجه مصر نحو الطاقة النظيفة.
نتائج وأرقام تعبر عن التحول
من جانبه، صرح المهندس محمد السعداوي، الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب للشركة القابضة للصناعات المعدنية بأن شركة مصانع النحاس المصرية حققت إيرادات غير مسبوقة هذا العام بلغت 2,910,938 ألف جنيه للسنة المالية 2023/2024 مقارنة بـ 1,682,307 ألف جنيه للسنة السابقة. أما الأرباح الصافية فقد وصلت إلى 75,552 ألف جنيه مقابل 58,971 ألف جنيه خلال نفس الفترة الزمنية.
وأضاف السعداوي أن الشركة تعمل حاليًا على إعادة تأهيل مسبك النحاس الأصفر بتكلفة تصل إلى 10 ملايين جنيه من يوليو حتى ديسمبر 2024. كما أنها بصدد تأهيل مسبك النحاس الأحمر بتكلفة تبلغ 15 مليون جنيه من أغسطس 2024 حتى يونيو 2025. كل هذه التطورات تؤكد أن قطاع النحاس في مصر يسير نحو مستقبل مشرق بفضل جهود كبيرة واستثمارات ضخمة وخطة واضحة للتوسع والتحديث.
تعليقات