
كيليان مبابي وتأهل باريس سان جيرمان: صمت يثير الجدل
في عالم كرة القدم المليء بالتحديات والمشاعر المتضاربة، يبرز النجم الفرنسي كيليان مبابي، لاعب ريال مدريد الحالي، كأحد أبرز الشخصيات المثيرة للجدل. فقد أثار موقفه تجاه تأهل فريقه السابق، باريس سان جيرمان، إلى نهائي دوري أبطال أوروبا لعام 2025 بعد انتصاره المثير على آرسنال، موجة من النقاشات.
- باريس سان جيرمان يحقق إنجاز تاريخي بدون نجمه السابق مبابي
لقد حقق باريس سان جيرمان إنجازًا تاريخيًا بتأهله إلى نهائي دوري أبطال أوروبا بعد مباراة نصف نهائي مثيرة ضد آرسنال. حيث انتصر الفريق الفرنسي بهدف نظيف في مباراة الذهاب وأظهر أداءً قويًا في الإياب ليضمن مكانه في النهائي ضد إنتر ميلان.
هذا الإنجاز يُعتبر نقطة تحول للنادي الباريسي، خاصة أنه تحقق في غياب أبرز نجومه مثل نيمار وميسي وكيليان مبابي الذي كان رمزًا للفريق لسنوات عديدة.
تحت قيادة المدرب الإسباني لويس إنريكي، تحول باريس إلى فريق يعتمد على اللعب الجماعي بدلاً من النجومية الفردية. وقد أكد الظهير المغربي أشرف حكيمي أن “الفريق أصبح عائلة واحدة” بعد التخلص من مفهوم الاعتماد على نجم واحد.
- مبابي: صمت يثير التساؤلات
بينما كان يُنتظر من مبابي الذي قضى سنوات طويلة مع باريس سان جيرمان وساهم في تحقيق العديد من الإنجازات المحلية والأوروبية أن يُبدي إشادة أو تهنئة لفريقه السابق، اختار النجم الفرنسي الصمت. هذا الموقف لم يكن خافيًا عن عشاق كرة القدم الذين لاحظوا ذلك على منصات التواصل الاجتماعي مثل إكس. حيث علّق أحد المستخدمين بسخرية: “باريس سان جيرمان وصل لنهائي دوري أبطال أوروبا في أول موسم بعد رحيل مبابي.”
كما ذكر البعض أنه قال الصيف الماضي إنه انتقل إلى أفضل نادٍ في العالم للفوز بدوري أبطال أوروبا. هذا التعليق يعكس التناقض الذي شعر به البعض بين خروج ريال مدريد – فريق مبابي الحالي – من ربع النهائي أمام آرسنال واستمرار باريس نحو النهائي.
في تصريحات سابقة له، أبدى مبابي موقفاً محايداً تجاه باريس سان جيرمان بعد رحيله. ففي مارس 2025 عندما تأهل الفريق إلى ربع النهائي بفوزه على ليفربول، قال لمجلة “باريزيان”: “ليس شيئًا يقلقني… وبالطبع أشاهد جميع مباريات كرة القدم بما فيها مباريات باريس.” وأضاف: “أتمنى لهم التوفيق بكل تأكيد لكنني أركز على ريال مدريد وهدفي تحقيق الثلاثية.” هذا الرد يدل على أن مبابي يحاول الابتعاد عن أي ارتباط عاطفي واضح بفريقه السابق مفضلًا التركيز على أهدافه مع ريال مدريد.
هناك عدة تفسيرات محتملة لموقف مبابي. أولاً، قد يكون صمته نابعًا من رغبته في تجنب أي جدل قد يُفسر كنوع من النقد لفريقه الحالي ريال مدريد الذي خرج مبكرًا من البطولة. ثانياً، العلاقة بين مبابي وإدارة باريس سان جيرمان وخاصة رئيس النادي ناصر الخليفي لم تكن دائمًا مستقرة بسبب النزاع القانوني حول مستحقات مالية بقيمة 47 مليون جنيه إسترليني.
وفي تصريح سابق له مازح فيه حول هذا الخلاف قائلاً: “إذا تلاقينا هل تتخيلون أنني سأبصق في يدي قبل المصافحة؟” مما يشير إلى وجود توتر لكنه ليس بالضرورة عميقاً.
ثالثاً، قد يكون الضغط الشخصي يؤثر عليه بعد موسمه الأول مع ريال مدريد والذي لم يتمكن فيه من تحقيق حلم الفوز بدوري الأبطال وهو الدافع الأساسي وراء انتقاله للنادي الملكي. خروج ريال مدريد أمام آرسنال قد زاد حساسية الموقف بالنسبة له وجعله يفضل عدم التعليق لتجنب المقارنات.
- ردود فعل الجماهير والمحللين
تباينت ردود الفعل حول موقف مبابي؛ فبعض الجماهير خصوصاً أنصار باريس سان جيرمان اعتبروا صمته نوعاً من “عدم التقدير” للنادي الذي ساهم بشكل كبير في صنع نجوميته. بينما رأى آخرون ومن بينهم مشجعو ريال مدريد أن تركيزه على فريقه الحالي هو أمر طبيعي ومتوقع للاعب يسعى لتحقيق أهداف شخصية جديدة.
المحللون أيضًا أشاروا إلى أن نجاح باريس سان جيرمان هذا الموسم بدون وجود مبابي يعزز وجهة نظر لويس إنريكي التي قال فيها سابقاً: “بدون كيليان نحن أفضل هجوم ودفاع”. ورغم الجدل الذي أثاره تصريحه آنذاك إلا أنه يبدو الآن أكثر توافقًا مع الأداء القوي للفريق خلال الموسم الحالي.
- خاتمة: بين العاطفة والطموح
إن موقف كيليان مبابي حيال تأهل باريس سان جيرمان إلى نهائي دوري الأبطال يجسد الصراع الدائم بين الولاء للماضي والسعي نحو أحلام المستقبل. قد يكون صمته استراتيجية لتجنب الجدل أو مجرد انعكاس لتركيزه الكامل على مساعيه مع ريال مدريد حيث يأمل بتحقيق ما فشل فيه مع نادي العاصمة الفرنسية.
لكن يبقى إنجاز فريقه السابق تحت المجهر؛ إذ ستظل الأنظار متوجهة إليه لمعرفة كيف سيرد على هذا التحدي مستقبلاً سواء داخل الملعب أو عبر تصريحاته العامة. وفي النهاية تبقى كرة القدم لعبة اللحظات ومبابي بلا شك يسعى لتحقيق لحظته الكبرى القادمة.
تعليقات