
في الآونة الأخيرة، قامت الهيئة العربية للاستثمار والإنماء الزراعي بخطوات ملحوظة تهدف إلى زيادة استثماراتها إلى مستويات غير مسبوقة. حيث بلغ إجمالي الأموال التي استثمرتها نحو 664 مليون دولار، موزعة على 45 شركة تعمل في أربعة قطاعات رئيسية: التصنيع الغذائي، الإنتاج الحيواني، الإنتاج النباتي، والخدمات الزراعية. ومن الجدير بالذكر أن الهيئة تمتلك استثمارات بارزة في ثلاث شركات مصرية هي الفيوم لصناعة السكر وميدل إيست للقاحات “ميفاك” والعربية لحفظ وتصنيع الحاصلات الزراعية. تأتي هذه الخطوات في إطار تعزيز التعاون الإقليمي ودعم الأمن الغذائي في المنطقة.
خطة استراتيجية لتعزيز الأمن الغذائي العربي
وفقًا للتقرير السنوي الأخير الصادر عن الهيئة، أكد الدكتور عبيد سيف حمد الزعابي، رئيس مجلس إدارة الهيئة، أن أداء عام 2024 يعد تجسيدًا للاستراتيجية الطموحة التي تتبناها الهيئة. تركز هذه الاستراتيجية على الانضباط المالي والكفاءة التشغيلية وتحسين استغلال الموارد. وتمتد الخطة الاستراتيجية من 2024 وحتى 2026 لتضع ضمن أولوياتها الالتزام بمواصفة الأيزو 37000 للحوكمة المؤسسية، بهدف تعزيز الشفافية وضمان فاعلية إدارة الموارد ومساءلة الجميع لتحقيق الأهداف المنشودة.
تحسين الحوكمة وتعظيم العائدات
أوضح الدكتور الزعابي أن الهيئة حققت تقدمًا ملموسًا من خلال اعتماد نهج دقيق وحازم في مراقبة التكاليف وترشيد النفقات العامة. كما تسعى الهيئة لتحسين حفظ السجلات المالية وتعظيم التعاون مع المنظمات الدولية والإقليمية بما يسهم في زيادة العائدات وضمان استدامة الموارد المالية.
كما لم ينسَ رئيس الهيئة توجيه الشكر لمجلس المساهمين من 21 دولة عربية شقيقة، وأكد على استمرار الجهود لإطلاق مشاريع جديدة في عدة دول بالمنطقة لتحقيق التنمية المستدامة. وهذا ما تجلى بوضوح في الإنجازات التي وثقها التقرير السنوي للهيئة خلال العام الحالي.
تحولات رقمية وتعزيز معايير الشفافية
استعرض التقرير أيضًا التحديات والإنجازات الأخرى التي شهدها عام 2024 مثل إطلاق مشاريع زراعية جديدة وتطوير الأنظمة المعلوماتية وتطبيق المعايير الدولية للتقارير المالية. بالإضافة إلى مراجعة وتحديث أدلة الحوكمة المؤسسية وسياسات الاستثمار بالشركات التي تساهم فيها الهيئة. كل ذلك يأتي ضمن إطار عملي يهدف إلى تعزيز مكانة ودور الهيئة في دعم القطاع الزراعي العربي والنهوض به لمواكبة متطلبات هذه المرحلة الحرجة.
تعليقات