
بعيدًا عن الأرقام الجافة والتقارير الرسمية، برزت شركة مصر للألومنيوم كواحدة من أكبر اللاعبين في سوق التصدير المصري خلال السنة ونصف الماضية. في تصريح خاص، كشف المهندس محمد السعداوي، الرئيس التنفيذي العضو المنتدب للشركة القابضة للصناعات المعدنية، أن الشركة واصلت جهودها لتوطين الصناعة والتوسع في الشراكات مع القطاع الخاص. كل ذلك يحدث بتوجيهات الوزير محمد شيمي، وزير قطاع الأعمال العام، وبما يتماشى مع خطة الدولة للتنمية المستدامة 2030.
أرقام قياسية في الإيرادات والأرباح
أوضح السعداوي أن الشركة حققت إيرادات نشاط بلغت أكثر من 32.8 مليار جنيه عن العام المالي 2023/2024، مقارنة بحوالي 22 مليار جنيه في العام المالي الذي قبله. هذه قفزة جديرة بالاهتمام! أما بالنسبة لصافي الأرباح، فقد سجلت الشركة حوالي 9.3 مليار جنيه خلال نفس الفترة، مقارنة بـ 3.6 مليار جنيه في العام الماضي.
طفرة في صادرات الألومنيوم
أما الطفرة الحقيقية فقد جاءت من شركة مصر للألومنيوم التي استطاعت تحقيق إيرادات حوالي 21.5 مليار جنيه خلال النصف الأول من العام المالي الجاري. كما سجلت أرباحًا وصلت إلى 7.3 مليار جنيه، بينما إجمالي الصادرات خلال 18 شهرًا فقط وصل إلى 30 مليار جنيه! وهذا رقم كبير يعكس حجم الطلب والقوة التنافسية للشركة في السوق العالمي.
مشروعات جديدة وتوسعات مستقبلية
وأشار السعداوي إلى مجموعة مشروعات ضخمة جارية التنفيذ حاليًا. منها مشروع ماكينة السلك الذي تكلفته وصلت إلى 300 مليون جنيه وبطاقة إنتاجية تبلغ 6 آلاف طن سنويًا؛ حيث بدأ المشروع في نهاية عام 2023 وقد تم إنجاز حوالي 90% منه ومن المتوقع أن يرى النور منتصف عام 2025.
كما يوجد مشروع إعادة تأهيل المصهر الحالي باستثمار ضخم قدره 250 مليون دولار للحفاظ على الطاقة الإنتاجية البالغة 310 ألف طن حتى عام 2045. هذا المشروع يمتد لخمس سنوات بدءًا من أغسطس عام 2024 ومن المخطط أن يصل الإنجاز فيه إلى نسبة 20% بحلول يونيو المقبل على أن ينتهي العمل به صيف عام 2029.
الطاقة النظيفة تدخل بقوة
أما عن التوجه الجديد نحو الطاقة النظيفة، فقد أكد السعداوي أنه تم الاتفاق مع شركة اسكاتك النرويجية لبناء محطة طاقة شمسية بقدرة ألف ميجا وات على مرحلتين؛ حيث سيتم الانتهاء من نصفها بحلول يونيو عام 2026 والباقي بنهاية السنة ذاتها. العقد يمتد لمدة خمس وعشرين سنة بدءًا من تاريخ التشغيل مما يدخل الشركة عصر جديد من الاستدامة وتقليل الاعتماد على الطاقة التقليدية.
بهذه الخطوات تثبت مصر للألومنيوم أنها ليست فقط تنافس في مجالات التصدير والإنتاج، بل أيضًا تحجز لنفسها مكاناً قوياً في مستقبل الصناعة الخضراء وسط سوق عالمي متغير.
تعليقات