إمام المسجد الحرام يحث المسلمين على تقوى الله والصبر في مواجهة المحن

إمام المسجد الحرام يحث المسلمين على تقوى الله والصبر في مواجهة المحن

خطبة إمام وخطيب المسجد الحرام

في أجواء مفعمة بالتقوى والإيمان، ألقى فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور أسامة بن عبدالله خياط، خطبة اليوم التي كانت بمثابة دعوة صادقة للمسلمين لتقوى الله ومراقبته والإيمان بلقائه. فقد أكد فضيلته على حقيقة أن المصائب والنوازل، مهما تنوعت أشكالها، هي جزء من سنة الله في خلقه، لا يمكن لأحد أن يغيرها أو يحيد عنها.

موقف الناس من المصائب

استعرض الدكتور أسامة خياط مواقف الناس تجاه تلك المصائب، حيث ينقسم الناس إلى فئتين؛ الأولى هم الذين يجزعون ويضعف إيمانهم، فيقابلون القدر بالقلق والتبرم، مما يزيد من وطأة مصيبتهم وألمهم. هؤلاء قد يفرطون في حقوق أنفسهم، ويقعون في فخ المعصية، دون أن تؤثر أقوالهم وأفعالهم في تغيير ما قدره الله.

أما الفئة الثانية، فهم أولي الألباب الذين يقفون أمام الابتلاءات بصبر ورضا، حتى وإن كانت دموعهم تنهمر. إنهم يسعون إلى ما يرضي الله ويعظم الأجر، مستندين إلى ما ورد في كتاب الله حول فضل الصبر وعظيم أثره. فقد قال الله تعالى: (وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُواْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُون).

خير العيش في الصبر

أكد فضيلته أن الصبر هو مفتاح العيش الكريم، كما قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: “خير عيشٍ أدركناه في الصبر”. وأوضح أن المؤمن دائمًا في خيريْ الشكر والصبر، كما قال صلى الله عليه وسلم: “عجبًا لأمر المؤمن، إن أمرَه كلَّه له خيرٌ”.

خطبة إمام وخطيب المسجد النبوي

في ذات السياق، تحدث فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور صلاح بن محمد البدير عن أهمية انشغال المسلم بما ينفعه في دينه ودنياه، والابتعاد عن تتبع أخبار الناس، مشيرًا إلى أن ذلك من المكروهات التي تؤدي إلى الخصومات والشقاء.

الابتعاد عن الفضول

أوضح الشيخ البدير أن الفضول في معرفة أمور الناس الخاصة قد يسلب الكثير من الخيرات والبركات، ويزرع العداوات بين الناس. فقد جُبل الناس على كره من يبحث عن أسرارهم، مما يؤدي إلى نفورهم من هؤلاء الفضوليين، إذ يُعتبر هذا من الأمور المكروهة.

الاشتغال بالنفس

وأبرز الشيخ صلاح البدير أن من سعادة الإنسان أن يركز على عيوب نفسه بدلاً من عيوب الآخرين، مشيرًا إلى أن الحديث في الأمور غير المفيدة يُعد من صور الاشتغال بما لا يعنيه. فترك اللغو والحديث الذي لا فائدة منه هو السبيل لصون النفس، وتقليل الذنوب، وتحقيق راحة القلب.

كما نبه إلى أن من صور الاشتغال بما لا يعنيه هو الانتصاب للفتوى دون علم، مما يجره للحديث في الدين بغير علم، وهذا يعد خطأً جسيماً. فعلى العباد تنزيه قلوبهم وجوارحهم عن ما لا ينفعهم، لكي لا ينصرفوا عما ينفعهم ويتحقق لهم الخسار.

ختام الخطبة

في ختام خطبته، ذكر الشيخ البدير بوجوب الصلاة على نبينا محمد – صلى الله عليه وسلم – في كل وقت، داعيًا الله عز وجل أن يعز الإسلام والمسلمين، وينصر عباده الموحّدين، ويعطي العون لإخواننا المظلومين في فلسطين، ويجبر كسرهم، ويشفى مرضاهم، ويتقبل موتاهم في الشهداء، ويفك أسرهم، ويعجل لهم بالنصر على المعتدين.