ظواهر فلكية مدهشة في مايو تسهم في رصد الأجرام السماوية

ظواهر فلكية مدهشة في مايو تسهم في رصد الأجرام السماوية

تباين فلكي في سماء مايو

تعيش الأرض في هذا الوقت من السنة تباينًا فلكيًا بين نصفي الكرة الأرضية. في نصفها الشمالي، تصبح الليالي أكثر دفئًا، مما يتطلب البقاء مستيقظًا لفترات أطول لمراقبة السماء. لذا، يُعتبر شهر مايو فرصة رائعة لمشاهدة مجموعة من الأجرام السماوية اللافتة. ومع اختفاء كوكبة الجبّار، تبدأ كوكبات الصيف الباهرة في الظهور شيئًا فشيئًا.

ظهور الكواكب والكوكبات

في أعلى الأفق الغربي، يظهر كوكب المريخ بلون برتقالي خافت بجانب كوكبة التوأمان. يستمر المريخ في انتقاله نحو كوكبة الأسد، مرورًا بكوكبة السرطان. وقد ابتعد المريخ كثيرًا عن الأرض حتى تجاوزت المسافة بينهما 225 مليون كيلومتر، مما يجعل رؤيته بالتفاصيل شبه مستحيلة عبر التلسكوب، ليبدو فقط كنقطة حمراء صغيرة. ومع ذلك، فإن اقترانه بالقمر في الثالث من مايو، ومروره عبر عنقود خلية النحل “النثرة” النجمي خلال الأيام التالية، يقدمان عرضًا رائعًا.

شكل الكوكبات في السماء

تحتل كوكبة الأسد الأفق الجنوبي الغربي، وتمتاز بشكلها المميز الذي يشبه علامة استفهام مقلوبة، ويتوسطها نجم قلب الأسد اللامع. في نصف الكرة الجنوبي، تظهر الكوكبة مقلوبة أثناء عبورها السماء من الشرق إلى الغرب، بينما تظهر مجموعة نجوم المغرفة الكبرى مقلوبة في الأفق الشمالي من نصف الكرة الشمالي. تُعد هذه النجوم من كوكبة الدب الأكبر، ويمكن باستخدام الامتداد لمقبض المغرفة تحديد موقع النجم العملاق “الساطع”، ألمع نجوم كوكبة الراعي التي تهيمن على السماء الشرقية.

العذراء والميزان

إلى الجنوب الشرقي من كوكبة الراعي، تظهر كوكبة العذراء التي تتضمن نجم السماك الأعزل كألمع نجومها. تضم الكوكبة مجموعة العذراء من المجرات على بُعد يزيد عن 50 مليون سنة ضوئية، ومن ضمنها المجرة الضخمة 87 التي كشفت صورها الأولى عن قرص الغبار الساخن المحيط بثقبها الأسود المركزي. وتحت قدمي العذراء توجد كوكبة الميزان، التي ستشهد في الثاني من مايو مرور الكويكب “فيستا” في أقرب نقطة له إلى الأرض، حيث يمكن رؤيته بسهولة باستخدام المناظير. وسيواصل الكويكب تحركه السريع خلال الشهر، مما يتيح متابعته لعدة ليالٍ متتالية.

القمر وظواهر الشهر

يحل القمر في طور البدر المكتمل في الثاني عشر من مايو. ورغم جماله، إلا أن ضوئه الساطع يخفي الكثير من الأجرام السماوية الخافتة، لذا يُعتبر النصف الثاني من الشهر فرصة مثالية لرصد أعماق السماء.

زخات الشهب في مايو

وأضاف رئيس الجمعية الفلكية بجدة أن من أبرز الظواهر المنتظرة في هذا الشهر، زخات شهب الدلويات التي تبلغ ذروتها بين الخامس والثامن من الشهر. تُعد هذه الزخات من بقايا مُذنب هالي. في النصف الجنوبي من الأرض، يمكن مشاهدة ما يصل إلى 40 شهابًا في الساعة في المناطق المظلمة. أما في ساعات الفجر، فستتاح الفرصة لرؤية كوكبي الزهرة وزحل في الأفق الشرقي، حيث يظهران قريبين من بعضهما في بداية الشهر، ثم يفترقان لاحقًا. سيمر هلال القمر بين الكوكبين في 22 و23 و24 من مايو في مشهد فلكي بديع يستحق المشاهدة والرصد.