
فجرت تقارير صحفية إسبانية، منذ قليل، مفاجأة قوية للغاية بشأن المدير الفني لفريق ريال مدريد، كارلو أنشيلوتي، ومسألة اقترابه من الرحيل لتولي مسؤولية تدريب منتخب البرازيل.
تعرض أنشيلوتي للعديد من الانتقادات في الموسم الحالي بسبب تراجع مستوى ريال مدريد، والذي تجلى بخسارته في نهائي السوبر الإسباني، ثم الخروج من دوري أبطال أوروبا، وأخيرًا خسارة كأس ملك إسبانيا.
وأكدت تقارير مختلفة، في اليومين الماضيين، أن هناك اتفاقًا بين كارلو أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي لكرة القدم بشأن توليه مسؤولية تدريب منتخب البرازيل الصيف المقبل، ورحيله عن ريال مدريد قبل كأس العالم للأندية.
ولكن يبدو أن الأمور ليست بالسهولة المتوقعة، حيث ذكرت صحيفة “آس” الإسبانية أن المفاوضات بين البرازيل وأنشيلوتي أصبحت على حافة الانهيار، حيث أن ما بدا وكأنه صفقة محسومة قد ينهار في الساعات المقبلة.
وأوضحت مصادر مقربة من العملية أن كل شيء يشير إلى وجود مشكلة مالية أكثر من مجرد مشكلة توقيت، دون الإفصاح عن تفاصيلها. على الرغم من هذه العقبة، فإن الاتحاد البرازيلي واثق من إمكانية وصول أنشيلوتي في الأيام المقبلة، ولكن تحسبًا لأي طارئ، قرر إعداد خطة بديلة تتمثل في خورخي جيسوس، مدرب الهلال السعودي.
وأفادت التقارير أن الاتفاق بين أنشيلوتي وممثلي الاتحاد البرازيلي تم قبل وقت طويل من اجتماع المدرب الإيطالي مع ريال مدريد للتفاوض حول رحيله. وأكدت أن أعضاء مجلس إدارة ريال مدريد لم يكونوا راضين عن طريقة إدارة المفاوضات، وفي الوقت الذي كانت فيه الأمور معلقة، توصل أنشيلوتي إلى اتفاق مع البرازيل.
ولم يكن مشهد عودة أنشيلوتي من لندن برفقة أحد مبعوثي الاتحاد البرازيلي، دييجو فرنانديز، مقبولًا. وعلى الرغم من أن الاتحاد البرازيلي كان سيبذل قصارى جهده لضم أنشيلوتي، إلا أن إحدى نقاط الخلاف كانت تتعلق بإنهاء عقد المدرب، الذي كان مصممًا على الحصول على مستحقاته عن العام الأخير من عقده مع ريال مدريد.
وكان ريال مدريد يعتقد أنه بموافقته على رحيل أنشيلوتي، سيتمكن من تجنب دفع راتبه الصافي البالغ 10 ملايين يورو للموسم المقبل (من المقرر أن ينتهي عقده في يونيو 2026). كما اعتقد أن الراتب المعروض عليه من البرازيل والذي يماثل راتبه في “سانتياجو برنابيو” سيكون كافيًا لإقناعه بالتخلي عن عقده بالكامل، مما يعني أن البرازيل لن تدفع تعويضًا ماليًا مقابل فسخ عقده، ولن يكون النادي الملكي ملزمًا بدفع مستحقاته عن العام المتبقي من عقده، وهو موقف مربح للطرفين.
لكن يبدو أن أنشيلوتي أفسد كل شيء بعد إصراره على الحصول على كافة مستحقاته المالية، مما يعني تدمير جهود الاتحاد البرازيلي التي استمرت لأكثر من شهر لإقناع المدرب.
ليس هذا فحسب، بل كان ريال مدريد يخطط لفترة ما بعد أنشيلوتي، حيث كان ينوي تنظيم حفل وداع حافل له في المباراة الأخيرة في الدوري الإسباني على ملعبهم ضد ريال سوسيداد. كما كان يخطط للاستعانة بخدمات سولاري بشكل مؤقت كمدرب للفريق حتى كأس العالم للأندية، مع اعتبار تشابي ألونسو الخيار الأقرب لخلافة أنشيلوتي.
من جهة أخرى، ذكرت صحيفة “ماركا” الإسبانية أنه كان من المفترض أن يذهب أنشيلوتي إلى لندن أمس لتوقيع عقده مع الاتحاد البرازيلي لكنه لم يفعل، حيث غادر العاصمة البريطانية دون توقيع. ومع ذلك، كان الوكلاء المشرفون على الصفقة يتوقعون حدوث تلك الخطوة اليوم في مدريد.
ومع ذلك، في تطور مفاجئ، أبلغ أنشيلوتي الوكلاء أنه لن يقبل العرض في النهاية، وتواصل شخصيًا مع رئيس الاتحاد البرازيلي لكرة القدم ليعبر عن امتنانه لاهتمامهم، مع العلم بأنه أصبح الآن يدرس عرضًا مهمًا من المملكة العربية السعودية.
ووفقًا للصحيفة نفسها، فإن أنشيلوتي أوضح لمسؤولي الاتحاد البرازيلي أنه لن يستطيع الانضمام إلى المنتخب في يونيو كما كان ينوي الاتحاد، وأنه يستطيع الوصول في أغسطس، مما أثار دهشة المسؤولين، حيث أن ذلك يخالف الاتفاق المسبق بينهم.
وكان هناك اعتقاد تام في البرازيل أن أنشيلوتي حصل بالفعل على موافقة ريال مدريد للرحيل في يونيو، لكن هذا الاعتقاد تغير بشكل مفاجئ، مما يعني إمكانية قيادته للفريق في كأس العالم للأندية بشكل طبيعي.
وترى الصحيفة أن أنشيلوتي ربما واجه صعوبة في إقناع ريال مدريد برحيله في يونيو، لكن وراء كل ذلك يبدو أن هناك عرضًا مغريًا بالملايين من السعودية، حيث تتحدث الأنباء عن حوالي 50 مليون يورو سنويًا، دون الكشف عن هوية النادي.
وحسب مصادر إعلامية برازيلية في الاتحاد البرازيلي لكرة القدم، ورد أن أنشيلوتي طلب من ريال مدريد تعويضًا قدره 4 ملايين يورو، وهو ما رفضه النادي.
تعليقات