
طرحت الهيئة العامة للأوقاف والمشاعر المقدسة، عبر منصة “استطلاع”، مسودة الدليل التنظيمي للوحات التجارية، والذي يمثل خطوة نوعية نحو ضبط المشهد في مكة والمشاعر، والتقليل من العشوائية في تركيب اللوحات على المباني التجارية. يتطلب الدليل الجديد من الملاك والمصممين الالتزام الصارم بإرشادات إنشائية وكهربائية تضمن السلامة، وتحد من التلوث البصري، وتعزز توافق اللوحات مع الطابع العمراني للمدينة.
أكدت الهيئة أن تركيب اللوحات لن يكون عشوائيًا بعد اليوم، حيث يجب أن تُثبّت على واجهات تتحمل وزنها، وباستخدام أدوات تثبيت مقاومة للصدأ والحريق. كما تم منع التثبيت المباشر على الطوب أو استخدام المسامير الخشبية. وشددت على أن الكابلات الكهربائية المرتبطة باللوحات يجب أن تكون من النحاس المرن، ومحمية داخل مواسير، ومحكومة بقواطع كهربائية حساسة ضد التسرب الأرضي، مع الالتزام الكامل بكود البناء السعودي ومتطلبات الدفاع المدني.
تركيب اللوحات التجارية
يشتمل الدليل على وصف دقيق لعناصر المبنى التي ترتبط مباشرة بتركيب اللوحات التجارية، مثل: الواجهة، عرض المبنى، ارتفاعه، نافذة العرض، مدخل المتجر، سطح المبنى، سور السطح، العناصر المعمارية، مدخل المبنى، المنطقة المحظورة للوحات، الطابق الأرضي، ارتفاع اللوحة عن الأرض، وأخيرًا اللوحة نفسها.
كما أبرزت مسودة الدليل مجموعة من الاشتراطات الإنشائية الدقيقة التي تهدف إلى ضمان السلامة العامة، ومنع أي ممارسات قد تعرض الأرواح والمباني للخطر. وشدد الدليل على ضرورة أن تكون الأسطح أو الجدران أو الدروات التي تُعلق عليها اللوحات قادرة على تحمل وزنها، مما يمنع انهيارها تحت تأثير عوامل الطقس أو التهالك الهيكلي.
تصريف قوى الرياح
أكد الدليل على أهمية تثبيت اللوحات باستخدام أنظمة ربط ملائمة مثل السلاسل أو الشدات أو الأسياخ الفولاذية، لضمان تصريف قوى الرياح إلى العناصر الحاملة. كما حظر تمامًا استخدام المسامير الخشبية أو التثبيت المباشر على جدران الطوب أو الخرسانة باستخدام الأخشاب أو البراغي، نظرًا لعدم أمانها. وتم فرض بديل أكثر أمانًا يتمثل في تثبيت الحوامل باستخدام كانات حديدية بعمق لا يقل عن 10 سنتيمترات داخل الحوائط.
وتناول الدليل أيضًا اللوحات المنفصلة على الطرق العامة، مؤكدًا على وجوب تصميمها بما يتلاءم مع المحيط العمراني، مع ضرورة أخذ أحمال الرياح والأحمال الضعيفة في الاعتبار عند إعداد الهيكل الإنشائي.
أنظمة الدفاع المدني
وأشار الدليل إلى أن تركيب اللوحات يجب ألا يُعيق فتحات الأبواب أو النوافذ أو وسائل الإنقاذ أو أجهزة التكييف أو أعمدة الصرف، وذلك لضمان السلامة وسهولة الوصول في حالات الطوارئ.
وفيما يتعلق بالمواد، أكد الدليل أن إطارات اللوحات المصنعة من الخشب يجب أن تُعالج بمواد عازلة للرطوبة والحرارة، كما ألزم الملاك بالتواصل مع الجهات المختصة في حال وجود اشتراطات إضافية لم تُذكر في النص التنظيمي.
أما في الجانب الكهربائي، فقد فرض الدليل تنظيمًا محكمًا لتركيب التمديدات الكهربائية الخاصة باللوحات التجارية، موضحًا أنه يجب تمديد الكابلات من مصدر الكهرباء إلى موقع اللوحة داخل مواسير مخفية وثابتة، لضمان حماية الكوابل وعدم تعارضها مع أنظمة الدفاع المدني.
قاطع كهربائي آلي
ألزم الدليل باستخدام مواسير مرنة لتوصيل الكابلات من أقرب نقطة وصول إلى اللوحة التجارية، مع ضرورة ترك طول إضافي عند نهاية الكابل يسمح للوحة بالتحرك في حال تعرضها للرياح. كما شدد على منع استخدام كابلات الألومنيوم نهائيًا، مؤكدًا أن الكابلات المستخدمة يجب أن تكون من النحاس المعزول، ومرنة، وبمواصفات فنية تتناسب مع الظروف المناخية في مكة.
من المعايير التي تضمن استدامة التوصيلات، أشار الدليل إلى أهمية توفير وسيلة تلامس مرنة بين أطراف الكابلات ونقطة الاتصال داخل اللوحة، بحيث تمنع اهتزاز الكابل أو تلفه. كما أكد على ضرورة عدم ترك المحولات أو الكابلات مكشوفة، مما يقلل من المخاطر المرتبطة بالتماس الكهربائي أو العبث الخارجي.
شمل الدليل أيضًا ضرورة تركيب قاطع كهربائي آلي ضد التسرب الأرضي بسعة مناسبة وحساسية لا تتجاوز 30 ملي أمبير، سواء داخل اللوحة التجارية نفسها أو بوحدة حماية خارجية. واختتمت الإرشادات بالتأكيد على أهمية الالتزام التام بكود البناء السعودي ومتطلبات الدفاع المدني، بالإضافة إلى أي تعليمات أخرى تصدر من الجهات ذات العلاقة.
تعليقات