
أعلنت وزارة التعليم أن طلاب الصفين الأول والثاني الابتدائي لن يتمكنوا من إجراء اختبار دور ثانٍ في نهاية العام الدراسي إذا لم يتمكنوا من تحقيق مستويات الإتقان المطلوبة، والتي تتطلب حصولهم على نسبة 75% على الأقل من معايير كل مادة دراسية. وأكدت الوزارة أن معالجة حالات هؤلاء الطلاب ستتم من خلال لجنة التوجيه الطلابي التي تم تشكيلها داخل المدرسة، والتي ستقوم بدراسة كل حالة على حدة، وإصدار قرار إما بترفيع الطالب إلى الصف التالي أو إبقائه في صفه لعام دراسي آخر.
جاء هذا التوضيح في المادة الخامسة من المذكرة التفسيرية والقواعد التنفيذية للائحة تقويم الطالب، الخاصة بالتقويم في الصفين الأول والثاني الابتدائي وصف الأول للتعليم المستمر. وأوضحت الوزارة أن تقويم التحصيل في هذه الصفوف يختلف عن بقية الصفوف الأخرى، حيث تمثل هذه المرحلة القاعدة الأساسية لمسيرة التعليم. لذا، يحتاج الطالب عند الالتحاق بالتعليم إلى رعاية خاصة للكشف عن قدراته واستكشاف الصعوبات النفسية والدراسية التي قد تعيق تطوره في السنوات القادمة.
التقويم التكويني المستمر
وقد أشارت الوزارة إلى أن من أبرز التحديات التي تواجه التقويم في هذه الصفوف هو اعتماد بعض أساليب التدريس التقليدية، التي تركز على التلقين وتكرار المعلومات دون الفهم الحقيقي. وهذا ما يؤدي إلى إغفال الجوانب الأساسية المرتبطة بالمهارات والمعارف والخبرات التربوية الضرورية.
بناءً على ذلك، يعتمد التقويم في هذه الصفوف على “التقويم التكويني المستمر” لقياس مدى تحصيل الطالب للمهارات والمعارف الأساسية، وفق مستويات الأداء المحددة. ومن الضروري تحقيق أحد مستويات الإتقان الثلاثة بنسبة لا تقل عن 75% من معايير كل مادة، بما في ذلك استيفاء جميع معايير الحد الأدنى المعتمدة، والتي تمثل الأساس للانتقال إلى المعايير الأعلى، استنادًا إلى نتائج التقويم التكويني طوال العام.
وأكدت المادة الخامسة أن عدم اعتماد اختبار دور ثانٍ في هذه المرحلة يعود إلى عدم ملاءمته للخصائص النمائية للطلاب، الذين لا يستطيعون تحمل أعباء إعادة الاستذكار أو الاستعداد لاختبار إضافي في نهاية العام الدراسي.
مشاركة الطالب في الأنشطة الصفية
وأضافت الوزارة أن عملية التعلم وإكساب المهارات المفترضة تكون قد استُنفدت بالفعل على مدار العام من خلال أساليب التقويم المستمر. وبالتالي، فإن أي اختبار لاحق لن يكون بديلاً عن العملية التعليمية الفعلية التي تمتد على مدار السنة الدراسية.
وأوضحت الوزارة أن الاختبارات، رغم أهميتها، لا تُعتبر الأداة الوحيدة في تقويم الطلاب في هذه الصفوف، بل تمثل جزءًا من مجموعة أدوات تقويمية تشمل ملاحظة المعلم اليومية، مشاركة الطالب في الأنشطة الصفية، أداؤه في الواجبات المنزلية والتدريبات الصفية، بالإضافة إلى تقارير ملاحظات المعلمين. وهذا يضمن تقييمًا دقيقًا ومتكاملاً لتحصيل الطلاب.
لجنة التوجيه الطلابي
وبخصوص الطلاب الذين لا يحققون نسب الإتقان المطلوبة بنهاية العام، أوضحت المادة أن لجنة التوجيه الطلابي بالمدرسة ستكون مسؤولة عن دراسة ملفاتهم منذ بداية العام الدراسي، ومراجعة نتائج تقويمهم. ثم يتم التحقق من دقة قرار إبقاء الطالب في صفه أو ترفيعه إلى الصف الأعلى. إذا تبين أن الطالب يمتلك المقومات اللازمة لمواصلة تحصيله الدراسي بنجاح في الصف التالي، يمكن اتخاذ قرار بترفيعه، خاصة إذا ثبت أن قرار الإعادة قد يضر بمسيرته التعليمية.
أما إذا رأت اللجنة أن مصلحة الطالب التعليمية تتطلب منحه مزيدًا من الوقت لاكتساب المهارات المطلوبة، فيُوصى بإبقائه في صفه لعام إضافي. وفي الحالات التي يكون سبب التعثر الدراسي فيها ناتجًا عن وجود إعاقة تعليمية أو صعوبات خاصة، أوضحت الوزارة أن المدرسة ملزمة بتحويل الطالب إلى مركز خدمات التربية الخاصة لإجراء تقييم دقيق لحالته، وتحديد مدى إمكانية مواصلته للتعليم العام مع أقرانه أو التحاقه ببرامج التربية الخاصة المعتمدة. وهذا يضمن له تحقيق أفضل فرص النجاح التعليمي والتكيف الدراسي.
تعليقات