
في إطار سعيها لتعزيز مكانة المملكة العربية السعودية في أبحاث الذكاء الاصطناعي، نظّمت جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست) الندوة المعنونة “نجوم صاعدة في الذكاء الاصطناعي 2025″، وذلك في الفترة من 7 إلى 10 أبريل الحالي، بمشاركة 25 باحثًا واعدًا من أبرز زملاء ما بعد الدكتوراه وأعضاء هيئة التدريس المبتدئين من جامعات ومراكز بحثية عالمية.
بيئة بحثية تحتضن المواهب
افتتح رئيس كاوست، البروفيسور إدوارد بيرن، الندوة بالتأكيد على التزام الجامعة بخلق بيئة محفّزة تحتضن المواهب وتحتفي بالأفكار التحويلية، مشيرًا إلى أن العلاقات البحثية التي تتشكل في هذه الفعاليات تمثل ركيزة مستقبلية في مجال الذكاء الاصطناعي على الصعيد العالمي.
تم تنظيم النسخة الرابعة من الندوة من قبل مركز التميّز للذكاء الاصطناعي التوليدي بالجامعة، لتكون منصة لعرض الأبحاث التي تم قبولها في مؤتمرات علمية مرموقة، مثل مؤتمر نظم معالجة المعلومات العصبية (NeurIPS)، والمؤتمر الدولي لتعلم الآلة (ICML)، ومؤتمر الرؤية الحاسوبية والتعرف على الأنماط (CVPR).
مشاريع الذكاء الاصطناعي
من جهته، أشار البروفيسور برنارد غانم، رئيس المركز، إلى أن “نجوم الذكاء الاصطناعي يأتون إلى كاوست لأنهم يدركون موقعها المحوري في المجتمع البحثي العالمي”، موضحًا أن الندوة تمثل مساحة استراتيجية لتبادل المعرفة وبناء الشراكات البحثية.
تضمنت الندوة أيضًا عرض مشاريع ريادية استخدمت الذكاء الاصطناعي في اكتشاف المواد في تطبيقات مناخية، وتطوير أنظمة تعلم ذاتي، وبناء أطر للتعاون بين الوكلاء الرقميين، بالإضافة إلى تحليل الوسائط المعقدة. كما شهدت جلسات الملصقات العلمية مشاركة باحثي كاوست، مثل الدكتور أندريس فيا، الذي استعرض جهود فريقه في تعزيز دقة أنظمة تفسير المعلومات البصرية.
تفاعل الباحثين المشاركين
شهدت الندوة تفاعلًا مميزًا من الباحثين الدوليين، حيث عبرت شينين ما من جامعة سنغافورة الوطنية، والدكتور فيجاي دويفيدي من جامعة ستانفورد، عن إعجابهما العميق بمستوى البنية البحثية في كاوست وثراء النقاشات التي جرت.
اختُتمت الندوة بتوقيع مذكرة تفاهم بين كاوست وشركة “التعاونية”، في خطوة تعكس التوسع نحو الشراكات الصناعية، وهو ما أشار إليه البروفيسور غانم بقوله: “نعمل على تحويل هذه الندوة إلى حدث عالمي محوري في الذكاء الاصطناعي”.
أكد عميد قسم العلوم والهندسة الحاسوبية بالجامعة، البروفيسور جيانلوكا ستي، أن الندوة تُجسد التحول المتسارع الذي تقوده المملكة في مجال الذكاء الاصطناعي، وتعكس ريادتها في تمكين الكفاءات وبناء المستقبل من خلال البحث والابتكار.