
إيلون ماسك ليس غريباً عن الأضواء، لكنه مؤخراً وجد نفسه في مركز عاصفة مختلفة: عاصفة ناتجة عن تراجع أرباح تسلا، وانشغاله المتزايد بمشروع حكومي أطلقه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب تحت اسم DOGE، أو “وزارة كفاءة الحكومة”. وبينما تهدف المبادرة لتحسين أداء الإدارة الفيدرالية، وجد المستثمرون أنفسهم يتساءلون: من يدير تسلا… إذا كان ماسك مشغولاً في واشنطن؟
DOGE يعيد تشكيل جدول ماسك
أطلق ترامب مشروع DOGE كجزء من حملته الانتخابية الرئاسية لعام 2024، وعيّن إيلون ماسك كقائد “شبه رسمي” للمشروع بهدف تقليص الإنفاق الفيدرالي وتحديث البيروقراطية الأميركية باستخدام حلول تكنولوجية.. بالنسبة لماسك، بدا المشروع امتداداً طبيعياً لفلسفته في تحسين كفاءة الأنظمة عبر الابتكار، لكن التوقيت لم يكن في مصلحة تسلا.
تراجع حاد في أرقام تسلا
في الربع الأول من 2025، أعلنت تسلا عن انخفاض أرباحها بنسبة 71% مقارنة بالعام الماضي، بينما تراجعت مبيعات السيارات بنسبة 13%.
كذلك، انخفضت الإيرادات الإجمالية بنسبة 9%، ما مثّل أسوأ أداء ربع سنوي للشركة منذ سنوات، جزء من هذا التراجع يعود إلى عوامل سوقية عامة، لكن جزءاً كبيراً أُلقي على عاتق غياب ماسك المتكرر، وتركّزه على ملفات أخرى خارج تسلا.
هذا التدهور أثار أسئلة حرجة بين المستثمرين: من يدير تسلا فعلياً؟ وهل يمكن لشركة تتجاوز قيمتها السوقية 600 مليار دولار أن تعمل بـ”التحكم عن بُعد”؟
أصوات القلق ترتفع.. وماسك يستجيب
مع تزايد الضغط، أعلن ماسك في أبريل أنه سيُخفّض انشغاله بمشروع DOGE إلى يومين فقط في الأسبوع، ليعود للتركيز على “الأولويات الأساسية”، حسب تعبيره، أي تسلا، وسبيس إكس، ومشروعه الجديد xAI.
ردّ السوق كان فورياً: ارتفعت أسهم تسلا بنسبة 5% في تعاملات ما قبل السوق.
خطة العودة: RoboTaxi والسيارة الكهربائية الاقتصادية
لم تتوقف جهود ماسك عند الاعتذار الضمني، بل أعلن عن خطط ملموسة لتعزيز موقع تسلا من جديد:
• إطلاق خدمة RoboTaxi في مدينة أوستن خلال صيف 2025.
• طرح سيارة كهربائية منخفضة التكلفة في أوائل 2026، تستهدف شريحة جديدة من المستهلكين في الأسواق العالمية.
هذه المشاريع ليست فقط محاولة لاستعادة النمو، بل هي تأكيد على أن تسلا ما زالت في سباق الابتكار رغم التعثر الأخير.
تجربة إيلون ماسك مع مشروع DOGE تكشف عن معضلة يواجهها قادة الشركات الكبرى: هل يمكن الجمع بين الطموحات العامة والمصالح الخاصة دون أن يتأثر الأداء؟ في حالة ماسك، الإجابة حتى الآن كانت “لا”.. تراجع أرقام تسلا خلال غيابه كان أوضح مؤشر على ذلك، لكن السوق يمنح فرصاً ثانية، وماسك يعرف تماماً كيف يستثمرها.