
وجهت بكين تحذيرات رسمية إلى شركات تنشط في صناعات حساسة تطالبها بعدم تصدير أي مكونات تحتوي على معادن نادرة صينية إلى الشركات الأميركية العاملة في قطاع الدفاع، وفقاً لما نقلته صحيفة «كوريا إيكونوميك ديلي» عن مصادر حكومية وشركات صناعية.
بحسب التقرير، أرسلت وزارة التجارة الصينية رسائل مباشرة إلى شركات كورية تعمل في مجالات محولات الطاقة، والبطاريات، والشاشات، والسيارات الكهربائية، والأجهزة الطبية، والطيران، وهي جميعها تعتمد على معادن نادرة تُعد الصين المورد الرئيسي لها عالمياً.
حملت الرسائل الصينية لهجة واضحة، وهي مخالفة القيود المفروضة على تصدير هذه المواد الحساسة قد تعرّض الشركات الكورية لعقوبات مباشرة، في خطوة تُظهر تصميم بكين على استخدام نفوذها في سوق المعادن الحيوية كورقة ضغط في مواجهة تصاعد الحمائية الأميركية.
يأتي هذا التحذير في أعقاب قرار بكين مطلع الشهر الجاري بفرض قيود إضافية على تصدير المعادن الأرضية النادرة، كرد مباشر على الرسوم الجمركية واسعة النطاق التي فرضتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والتي استهدفت عشرات المنتجات الصينية.
الخطوة الصينية من شأنها تقليص إمدادات المعادن الأساسية إلى الأسواق الغربية، في وقت يعتمد فيه قطاع التكنولوجيا والدفاع في أميركا وأوروبا على هذه المواد في إنتاج الأسلحة المتقدمة، والرقاقات الإلكترونية، والمعدات عالية التقنية.
لم تُصدر وزارة الصناعة في كوريا الجنوبية تعليقاً فورياً على هذه التطورات حتى ساعة نشر التقرير، إلا أن حجم التحرك الصيني يُنذر بإعادة رسم معادلات التجارة الآسيوية ويضع سيول في موقف صعب بين أكبر شريكين اقتصاديين لها، وهما أميركا والصين.
خلفية سريعة
وتشير هذه الخطوة إلى أن بكين بدأت تتحرك بشكل أكثر وضوحاً لاستخدام سلاح الموارد الطبيعية في معركتها الاقتصادية ضد واشنطن.