
في ظل تقلبات حادة في الأسواق المالية، وزيادة المخاوف من الركود وتأثيرات السياسات الجمركية، أصبح دور ما يُعرف بـ«مؤثري المال» أو Finfluencers قوة جديدة في عالم الاستشارات المالية.
هؤلاء، الذين غالباً ما يفتقرون إلى الشهادات المهنية التقليدية، أصبحوا المصدر الأساسي لنصائح الاستثمار لفئات واسعة من الشباب والمستثمرين الجدد.
جيريمي شنايدر، أحد أبرز هؤلاء، شارك خسارته البالغة ربع مليون دولار خلال يومين فقط في أبريل الماضي على حسابه في إنستغرام الذي يتابعه أكثر من نصف مليون شخص، بهدف توصيل رسالة: ابقوا في السوق رغم التقلبات، حسبما أفادت صحيفة وول ستريت جورنال.
تمكين مالي أم محتوى تجاري؟
على عكس المستشارين الماليين الذين يتقاضون أجوراً، يقدم مؤثرو المال محتوى مجانياً جذاباً يوضح مفاهيم معقدة بلغة بسيطة، لكنهم غالباً ما يتلقون أموالاً من شركات راعية.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display(‘div-gpt-ad-1739447063276-0’); });
تقول ستايسي جونز، مؤسسة وكالة هوليوود براندد، إن المؤثرين في المجال المالي يحققون أرباحاً أعلى بنسبة 50 في المئة من مؤثري المجالات الأخرى، نظراً لتخصصهم وتأثيرهم في قرارات مالية حساسة.
وتشير فيفيان تو، صاحبة منصة @your.richbff التي أُطلقت خلال الجائحة، إلى أن جمهورها ينتظر تفسيرات فورية لما يحدث، حتى في أيام السوق المتقلبة. وقد حولت مشروعها إلى منصة كاملة تشمل كتاباً وبودكاست وملايين المتابعين.
المحتوى المالي بين التحفيز والجدل السياسي
لكن البعض الآخر، مثل تايلر غاردنر، يفضل الابتعاد عن التسييس والتركيز على نصائح الاستثمار طويلة المدى، معتمداً على الكتب الكلاسيكية لاستعادة ثقة المتابعين.
ثقة متراجعة في المؤسسات.. وتحول في مصدر القرار المالي
وفق استطلاع أجرته شركة تشارلز شواب عام 2024، فإن أكثر من 40 في المئة من الأميركيين لجأوا إلى السوشال ميديا للحصول على مشورة مالية.
الجيل الجديد، الذي ينجذب إلى الشفافية والقصص الشخصية، يميل أكثر إلى الاستثمار في الأصول عالية المخاطر مثل العملات المشفرة وأسهم البيني ستوك (أو الأسهم الزهيدة)، رغم تحذيرات الهيئات الرقابية من صعوبة التمييز بين النصيحة الصادقة والدعاية المقنعة.
سؤال المرحلة: هل سيصمد المؤثرون أمام اختبار السوق؟
رغم المكاسب الرقمية التي يحققها المؤثرون، فإن المرحلة المقبلة ستُظهر من يملك فعلاً التأثير المستدام، فالأزمات الاقتصادية، على عكس فترات الازدهار، تتطلب محتوى متزناً، مسؤولاً، ويستند إلى فهم عميق وليس فقط «لايكات» ومشاهدات.
في النهاية، قد لا يكون «المؤثر المالي» بديلاً كاملاً عن المستشار التقليدي، لكنه بالتأكيد أصبح رقماً يصعب تجاهله في معادلة القرار المالي الجديدة.