
شهدت جزيرة سيرام الإندونيسية هزة أرضية بلغت قوتها 5.5 درجة على مقياس ريختر يوم الاثنين، وهو حدث يضاف إلى سلسلة النشاط الزلزالي المستمر في البلاد، وفقًا لما أعلنه مركز الأبحاث الألماني لعلوم الأرض (GFZ).
وقع الزلزال على عمق 10 كيلومترات فقط تحت سطح الأرض، وهو عمق يُعتبر ضحلاً نسبيًا، مما يزيد من إمكانية تأثر المناطق القريبة من مركز الزلزال، رغم أنه لم تُسجل أي أضرار مادية أو بشرية حتى الآن.
لا تُعتبر سيرام التي تقع ضمن أرخبيل مالوكو شرق إندونيسيا غريبة على مثل هذه الهزات، إذ أن البلاد كلها جزء من “حلقة النار” في المحيط الهادئ، وهي منطقة معروفة بنشاطها الزلزالي والبركاني المكثف.
لا تزال إندونيسيا، التي شهدت في السنوات الأخيرة زلازل مدمّرة وأمواج تسونامي قاتلة، في حالة تأهب مستمرة، وقد شكّل زلزال 2018 في جزيرة سولاويزي الذي أسفر عن آلاف القتلى، نقطة تحول في استراتيجية البلاد لإدارة الكوارث.
ورغم أن زلزال اليوم لم يُصنف كزلزال مدمر، فإنه يسلط الضوء على الهشاشة الجيولوجية للمنطقة، ويعكس التحديات الاقتصادية والإنسانية التي تفرضها الطبيعة في بلد يضم أكثر من 270 مليون نسمة، ويعتمد جزء كبير من اقتصاده على الأنشطة الساحلية والصيد والسياحة.
في السياق الاقتصادي، فإن التكرار المستمر للزلازل في مناطق مثل سيرام قد يؤثر على الاستثمار في البنية التحتية والسياحة، كما يتطلب إنفاقًا عامًا مستدامًا على خطط التأهب والتعامل مع الكوارث، وهي تحديات تنعكس بشكل مباشر على موازنات الحكومات المحلية والمركزية.
على مدى العقدين الماضيين، شهدت إندونيسيا عددًا من الزلازل القوية، من بينها زلزال تسونامي 2004 الذي ضرب آتشيه وأودى بحياة أكثر من 230 ألف شخص، ومنذ ذلك الحين، كثفت الحكومة جهودها لبناء منظومات إنذار مبكر وتحسين قدرات الاستجابة السريعة، إلا أن التوزيع الجغرافي المعقد وصعوبة الوصول إلى بعض الجزر لا تزال تمثل تحديًا.
(رويترز)