
شهدت وسائل التواصل الاجتماعي انتشارا واسعا لمقطع فيديو مؤثر يظهر شابا فلسطينيا “شعبان الدلو” تأكله النيران داخل خيمته حتى استشهاده، بعد استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي لخيام النازحين في ساحة مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح في غزة، هذا المشهد الذي لم تتعدَ مدته الدقيقة أثار تعاطفًا كبيرًا بين المستخدمين الذين تساءلوا عن هوية الشهيد وقصته، وعن تفاصيل اللحظات الأخيرة من حياته التي تكللت بالاستشهاد في ظل ظروف قاسية للغاية، مما أعاد تسليط الضوء على معاناة النازحين في غزة.
كواليس استشهاد شعبان الدلو
وفقا لشهادات النازحين الذين كانوا على معرفة بالشاب الشهيد، يدعى الشاب شعبان أحمد الدلو، وهو في التاسعة عشرة من عمره، كان قد نزح هو وعائلته خمس مرات خلال الحرب حتى وصلوا إلى مدينة دير البلح، شهد شعبان مع عائلته معاناة النزوح والبحث عن الأمان مرارًا وتكرارًا، لكنه لم يكن يعلم أن القدر سيكتب نهايته بهذا الشكل المأساوي. بحسب شهادات الناجين من القصف، كان شعبان طيب القلب ومعروفا بحبّه لمساعدة الآخرين، ويقول يوسف أبو زروق أحد الناجين “عاش لحظات صعبة والنار تأكل جسده”.
ومن المؤسف أن شعبان لم يكمل عامه العشرين، وكان يدرس هندسة البرمجيات بجامعة الأزهر ويأمل في إنهاء دراسته، ولكن صواريخ الاحتلال الإسرائيلي كانت السبب في إنهاء تلك الأحلام.
نجاته قبل استشهاده
قبل أسبوع واحد فقط من استشهاده، نجا شعبان من قصف استهدف أحد المساجد في وسط قطاع غزة، وفقا لما رواه صديقه أحمد الشرافي، كان شعبان من بين الناجين بأعجوبة عندما استهدف المسجد، حيث قُتل 20 شخصا، ونجا شعبان بأعجوبة من تحت الأنقاض، في تلك اللحظة، كُتبت له حياة جديدة ليجد نفسه بعد أسبوع مستشهدا تحت النيران في خيمته مع والدته.
هذا المشهد يعكس واقع الحياة في غزة، حيث يعيش السكان تحت تهديد دائم، في كل لحظة قد تتحول حياتهم إلى ذكرى مؤلمة لأحبائهم وأصدقائهم، تمامًا كما حدث مع شعبان.