تستعد وزارة المالية المصرية لإصدار عملة معدنية جديدة بفئة 2 جنيه خلال العام المالي الجاري 2024-2025 وذلك في إطار جهود مستمرة لتحديث النظام النقدي المصري هذا الإصدار يمثل جزءاً من استراتيجية طويلة الأمد تهدف إلى تحسين كفاءة التعاملات المالية اليومية وتلبية احتياجات السوق المحلي من العملات الصغيرة، المعروفة محلياً باسم “الفكة”.
منذ يوليو 2022 بدأت الحكومة المصرية في تنفيذ خطة لتحديث النظام النقدي، التي تضمنت إطلاق عملات بلاستيكية جديدة بفئات 10 و20 جنيهًا يأتي إصدار العملة المعدنية الجديدة بفئة 2 جنيه كجزء من هذه الخطة، ويهدف إلى توفير فئة نقدية مرنة وعملية في الاستخدام اليومي يندرج هذا الإصدار في سياق تقليل الاعتماد على العملات الورقية ذات التكلفة العالية في الطباعة، مما يعزز من كفاءة النظام النقدي بشكل عام.
تم الانتهاء من جميع الإجراءات اللازمة لصك العملة الجديدة، ولم يتبقَ سوى الحصول على الموافقة النهائية من البنك المركزي المصري ورئاسة مجلس الوزراء قبل طرحها للتداول من المتوقع أن تلعب هذه العملة دورًا هامًا في تسهيل التعاملات المالية اليومية للمواطنين، حيث توفر خيارًا نقديًا جديدًا يساعد على تسهيل المعاملات المالية الصغيرة.
فوائد العملة الجديدة 2 جنيه
تشير الخبيرة المصرفية سهر الدماطي إلى أن إصدار عملة معدنية بفئة 2 جنيه سيساهم في تقليل التكاليف التشغيلية المتعلقة بالعملة، حيث أن تكلفة إنتاج العملات المعدنية أقل بكثير من تكلفة طباعة العملات الورقية وتضيف الدماطي أن إصدار مليار جنيه في صورة عملات معدنية بفئة 2 جنيه سيوفر نصف مليار جنيه مقارنة بنفس القيمة إذا تم إصدارها بفئة 1 جنيه معدني.
بالإضافة إلى ذلك، تتوقع الحكومة أن يسهم إصدار هذه العملة الجديدة في تعزيز الصناعة المحلية، خاصة في ظل وجود شركة متخصصة في سك العملات في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس من المحتمل أن يفتح هذا التطور أبواباً جديدة للتصدير ويعزز من القدرة التنافسية لمصر في أسواق إفريقيا والشرق الأوسط.
وفقًا لقانون البنك المركزي والجهاز المصرفي يُحظر على أي جهة بخلاف البنك المركزي إصدار أوراق أو مسكوكات تشبه النقد هذه القوانين تهدف إلى حماية النظام النقدي وضمان استقراره مع فرض غرامات على من يسيء استخدام النقد أو يشوهه تصل العقوبات إلى السجن المشدد لمن يقوم بتزييف العملات ما يؤكد على أهمية الحفاظ على استقرار النظام النقدي في البلاد.
يرجع تاريخ الجنيه المصري إلى فترة حكم محمد علي باشا في عام 1836 عندما تم إصدار مرسوم ينص على إصدار عملة مدعومة بالذهب، مما أدى إلى ظهور الجنيه الفضي والذهبي منذ ذلك الحين، شهدت مصر تطورات كبيرة في نظامها النقدي، حيث تم سك الجنيه الذهبي والفضي في “الضربخانة” المصرية القديمة بمنطقة القلعة.
العملة البلاستيكية: بداية التحول
في يوليو 2022 أطلقت مصر لأول مرة في تاريخها عملة بلاستيكية بفئة 10 جنيهات، تلتها عملة بفئة 20 جنيهًا هذه الخطوة كانت تهدف إلى تقليل تكلفة طباعة أوراق النقد، خاصة الفئات الأكثر تداولاً ويمثل إصدار العملة المعدنية الجديدة بفئة 2 جنيه استكمالًا لهذا التوجه.
من المتوقع أن تسهم العملة الجديدة بفئة 2 جنيه في تسهيل التعاملات المالية للمواطنين وتعزيز كفاءة استخدام العملات المعدنية في الوقت نفسه، ستعمل هذه الخطوة على تقليل الاعتماد على العملات الورقية، مما يساعد في تقليل التكاليف المتعلقة بإنتاج النقد.